رأى النائب ​جميل السيد​، أن "الحكومة لم تُخلق من رحم المعاناة ولا من أوجاع الناس ولا من فقرهم، لأنه لو كان كذلك لكانت الحكومة ولدت منذ سنة وشهر، وكان يجب أن تتألف منذ أيام السفير مصطفى أديب ورئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​، ولو فعلا أنها خلقت من وجع وشعور الناس كان يجب أن تتألف منذ أتى الرئيس الفرنسي وبعده موفدين عرب وأجانب".

ولفت السيد، خلال جلسة منح الثقة للحكومة الجديدة، إلى أن "الخلاف حول الحكومة كان حتى اللحطة الأخيرة على الحصص ولم يكن مرة من وجع ورحمهم، وإن كان كذلك ماذا حصل حتى تألفت الحكومة؟ ببساطة الأمين العام لـ "​حزب الله​" ​السيد حسن نصرالله​ قدم مبادرة استقدام محروقات من ​ايران​، وهذا استفز ​اميركا​، حينها أعربت السفيرة الأميركية عن استعداد بلادها لتأمين كهرباء وغاز من الأردن ومصر عبر سوريا، حينها بات لسوريا شرعية دولية ولبنانية، وبدأ التزاحم على المكتسبات ومن يتقرّب من الشعب اللبناني، خاصة انه عسكريا لا يمكن لأحد ان يمنع الباخرة من الوصول".

 

 

وأشار إلى أنه "في آخر اسبوع، اتصلت مسؤولة أميركية وطالبت المعنيين بتشكيل حكومة، وبعد أن تأزمت الأمور قليلا الخميس، أتى اتصال من فرنسا واميركا لتشكيلها غدا، "وخلصت". هذا ما فتح الباب لتشكيل الحكومة، وهو السبب الرئيسي والمباشر والفوري لولادتها".

كما توجه السيد لرئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​ قائلاً له: "أنت محظوظ، لو أن نصرالله قام بمبادرة حين كان الحريري مكلفاً، لكان هو اليوم رئيساً للحكومة". وتابع: "أنت محظوظ لكن من غريب الصدف انك لم تأتي مرة رئيساً للحكومة الا بعد مصيبة او خلال مصيبة او قبل مصيبة. اهلا وسهلا بك وبحكومتك وبالوزراء، الذين جاؤوا بناء على تسوية بين قوى سياسية أُجبرت على تشكيل الحكومة بآخر لحظة. أنتم جئتم بدلة جديدة على الجسم القديم، وفي سنة انتخابية الأخضر سيصبح فيها يابساً والحرام حلالاً وعملكم "مضروب".

 

 

 

وأضاف: "الدستور يقول أن مهمتكم أيها الوزراء ادارة مصالح الدولة والسهر على احترام القوانين والأنظمة، اذا قمتم بذلك تستقيم الأمور". وأكد أنه "بالقراءة العريضة للبيان الوزراي، يبرز خلل بنيوي فيها، واهمه انه يتعاطى مع الأزمة التي نحن فيها ويعدد المشاكل من دون التطرق لأسبابها"، متسائلاً "كيف يمكن ان تُعالج المشاكل اذا لم نقم بالتشخيص؟ كيف نعالج الأزمة هل عبر استقدام أموال من هنا وهناك؟ الأفضل أن يكون اسم الحكومة "حكومة تنظيم وادارة التسول" بدلاً من حكومة الإنقاذ".

وعن موضوع النازحين، أشار السيد إلى أنهم كلهم كانوا "حلفاء سوريا في السابق، ويقول ميقاتي في البيان الوزاري، أن الحكومة ستقوم بمتابعة عودتهم لا إعادتهم، وتعزيز التواصل مع المجتمع الدولي،وهذا يعني ان نشحت عليهم". وأوضح أن "مصيبة النازحين وقعت على لبنان بظل الحكومة الثانية لميقاتي مع بدء الأزمة السورية عندما فتحت الحدود والبحار على مصرعيها، وآمل أن تزول كما أتت على ايامه".

وأفاد بأن "النازحين السوريين يشكلون 25 بالمئة من عدد سكان لبنان، وهذا يعني أنه إذا كان الميزان التجاري 19 مليار، هم يستفيدون من ربعه، والدعم كذلك الأمر، وكل ما يتم تقديمه وصرفه، بالإضافة إلى البنى التحتية والطرقات والوظائف والمحال. هم يستفيدون من 25 بالمئة من كل ما يستهلك في البلد اليوم في عز الأزمة".

 

 

 

واعتبر أن "هناك اصول للجوء، وكل المبادئ والاسس خرقت ليتحول اللجوء السوري انهاكا للبنان، لاستعمالهم ورقة ضغط على الرئيس السوري ​بشار الأسد​، وحين اتت الانتخابات الرئاسية السورية، وجدنا كل النازحين ذهبوا وانتخبوا الأسد"، لافتاً إلى أن "ال​سياسة​ لا تقول ان تضع كل مصالحك الوطنية تحت قدم المصالح الخارجية". وشدد على أن "النازحين يجب إعادتهم عودة آمنة مبرمجة بضغط على الأمم المتحدة، وبين لبنان وسوريا هناك سهل يعفور يمكن اقامة مخيمات لهم فيه، ولتدفع الأمم المتحدة نفس الأموال التي تدفعها لهم في لبنان".

وبما يتعلق بالمحكمة الدولية، قال السيد لميقاتي: "بزمنك وُضعنا نحن 4 ضباط بتصرف التحقيق الدولي واللبناني وخارج وظائفنا، وأنت تقول اليوم في البيان الوزراي أنك ستتابع المحكمة على ان ينتهي التعاطي معها في العام 2022، ولكن لست انت من تقرر ذلك".

 

 

وأكد أن "الدولة اللبنانية والأمم المتحدة يجب ان يعتذروا ويعوضوا على حبسنا أنا والضباط الـ 4. انا أسامحك يا رئيس الحكومة بالتعويض، ولكن لا اسامحك بالاعتذار لأنك أول من رفعت الغطاء عنا. وإذا كان يمكنك أن تأخذ موقفاً وتقول سنضمن البيان الوزاري اعتذارا من الضباط الـ 4 نشكرك على ذلك، وهذا لا يتطلب موقفاً قانونياً بل بل موقفاً رجولياً، وإذا قمت بذلك تأخذ مني الثقة بحكومتك".