في ديوانه مرقد عابر بن عابر ...


 معبر أول : الرحم 


أخرج 


بابك مفتوح والشمس على استعداد 


كي تمنحك السّر الأول 


لا أعرف ما تنوي 


فالنيّات كتاب ملتبس لا يُدرك فكّ طلاسمه 


أبداً إلا صاحبه 


يا ابن أبيك وأمك ماذا أخرجت من الفردوس المفقود معك ؟


قد تحتاج الى كسر الأقفال غداً 


فأمامك أبواب لا تحصى من بعد الباب الأول 


ما من باب إلا رحم أخرى 


وكتب الشاعر محمد زينو شومان أيضاً في كتاب كسرالأقفال تحت عنوان الحداثة العربية والسقوط في بئر التراث عن جُبُن المثقف وعدم جرأته على كسر جرّة المحرمات ليشق للمجتمعات العربية ثغرة في حائط التاريخ متسائلاً عن فشله الدائم وعن لجوئه المستمر لتوقيع هدنة مع المعسكر المحافظ المتسلح بعدة التكفير والتحريم وبعلوم الأولين و الآخرين وأن بيده مفاتيح الفردوس وجهنم و الأحكام الجاهزة إضافة الى علمه بأحوال الغيب والشهادة مروراً بأخبار القبر والوحشة التي ترافق الميت في كفنه .

 


وتسائل أيضاً : لماذا لم يزل حبل التحديث يلتف حول عنق المثقف العربي كحبل المشنقة ؟ لماذا تتغلّب سلطة النص على سلطة النقد ؟ فيصبح اللجوء الى التقية والمحاباة هو أقصر الطرق الى النجاة والهرب من مصائد العسس و الأوصياء والتحايل على المعنى ؟ وعليه فإن أيّة قراءة مناقضة لقراءة السابقين هي ضلالة تفتح الأبواب على الفتنة والخروج  على الإجماع .

 


وهذا ما فرض نوعاً من التبادل ما بين المثقف والفقيه بحيث " يديّن " الثاني السياسة والفكر والمنطق ويسيّس الأول الدين فتختل المعايير وتفسد الأحكام والنظريات . فإلى أين نسير ؟

 


تبدو أقفال الشاعر محمد زينو شومان داعية الى كسر ثلاثة أقفال متعلقة بالتراث وبالسياسة وبالشعر رغم ما أبداه من صعوبة ميؤس منها لكنه يصرّ عليها بغية التخلص من واقع صادر كل شيء ولا إمكانية فيه للخوض مجدداً بسياسات التلفيق والمداهنة والخضوع لسيطرتي الديني والسياسي بعد أن وصلنا معهما ومن خلالهما الى أسوأ الأحوال والظروف بحيث ألغى الديني العقل وشرّع الجهل وقام الثاني باستخدام المزيد من عصا الطاعة فاستمرت السلطة المستبدة حتى مع قيام الدولة الوطنية ومع جيل أكثر مكراً من أجيال الخلافة الإسلامية اذ أن طليعة هذا الجيل الخبيث أصرّت على الديمقراطية وحقوق الإنسان ونامت على كراسي الرئاسة نومة أهل الكهف ولم تصنع شيئًا سوى صنعة السجون والمقابر .