كيف سيتعاطى الحزب مع هذه الزيارة وتداعياتها، وهل سوف تكون نقطة تحول بالعلاقة مع التيار العوني وجبران باسيل تحديدا، بالاخص ان موقف دمشق لم يكن حاسما، واعطى باسيل كما اكد مطلعون شيئا من المساحة على حساب رغبة الحزب، ما ترجم عودة للاجواء التشاؤمية لتخيم من جديد، والحديث الجدي عن ذهاب ميقاتي الى خيار الاعتذار بعد ان كان الحزب يطلب منه التريث .
 


وإن سيدرك حزب الله يوما ومعه جمهوره ، ان تمسكه حتى النفس الاخير بميشال عون وصهره والاستمرار بالوقوف الى جانبه ومساندته ودعمه على الرغم من فشله الذريع وادائه التدميري سوف لا يحصد منه الا الخسارة القاتلة، إلا ان توجسه المرضي من اي خطوة تراجعية وصورة السيد المسدد الذي لا يخطىء تقف حائلا امام اي تراجع .

 

 

فبعد ان نجح سمير جعجع بالابتعاد عن العهد وافعاله، معتذرا من اللبنانيين بمساهمته في ايصال ميشال عون الى بعبدا، وقبله فعل سعد الحريري، بقي السيد مكابرا مصرا على حمل كل اوزار هذا العهد، بالرغم من الضربات المتتالية التي يتلقاها منه، وليس آخرها بعد افصاح السيد بإطلالته ليلة التاسع من المحرم ( منذ اسابيع )، وإصراره بضرورة الانتهاء ووضع حد للنقاش الدائر بين عون وميقاتي حول توزيع الحصص واسماء الوزراء، والذهاب خلال "يومين تلاتة" لضرورة تشكيل الحكومة 

 


حينها، ظن كثير من المراقبين ( وانا منهم )، ان بعد هذا "الحسم" الذي جاء على لسان السيد فإن الحكومة قاب قوسين من التشكل، فالسيد قال كلمته !! ولم يكن ليتوقعن احد ان تمر الايام والاسابيع والى حين  كتابة هذه الاسطر بدون اي اثر لموقف السيد! وان يذهب كلامه هباءا منثورا، فلا حكومة ولا تشكيل، وديس على رغبة السيد بأقدام تعنت ميشال عون المعهودة.

 

 

اقرأ أيضا : الغاز المصري، والدم الشيعي!!

 

 

 

الملفت بالموضوع، هو ردة فعل حزب الله وجمهوره وإعلامه الذي وحتى اللحظة لم يسجل له اي امتعاض علني من سلوك الرئيس وصهره ولو كنت اعتقد بأن قلب السيد "حبل" وأن جبران باسيل صار على علم بأن الامور لم تعد تُحتمل، وان هامش اعتراضه ومناكفته للحزب والسيد قد ضاق الى حدود كبيرة، وانه امام خطوة تنازلية مطلوبة منه، وإن كان يعتبرها خطوة قاتلة لمستقبله السياسي فيما يرى الحزب ان انقاذ ما تبقى من لبنان هو الاولية 

 


وهذا ما حدى بجبران باسيل للجوء عند بشار الاسد، فقد اكدت مصادر متابعة ان جبران باسيل زار دمشق سرا قبل زيارة الوفد الوزاري اللبناني، ولم يُعلن علن الزيارة ولا عن تفاصيلها، ليس فقط لضرورات مسيحية، وانما لضرورات "شيعية" هذه المرة ايضا، الا ان مراقبون وضعوا الزيارة في خانة الشكوى على السيد،  ومحاولة إقناع بشار بضرورة المساعدة لرفع الضغوط الحزباللهية عنه، والسعي لاقناع بشار أن مصلحة النظام السوري في المرحلة القادمة ( بعد الاستثناء الاميركي لجر الغاز المصري والكهرباء الاردنية ) كمؤشر للرضى الدولي عن النظام، وعودته الى الساحة الاقليمية ومنها لبنان انما يحتم هذا التحول عليه الوقوف الى جانب الحليف المسيحي الاقوى، وعدم التفريط بمصالحه،  وهو بدوره ( باسيل ) يتعهد ان يكون الجسر لعودة النفوذ السوري الى لبنان ومنه الى المنطقة.

 

 

يبقى السؤال هنا، كيف سيتعاطى الحزب مع هذه الزيارة وتداعياتها، وهل سوف تكون نقطة تحول بالعلاقة مع التيار العوني وجبران باسيل تحديدا، بالاخص ان موقف دمشق لم يكن حاسما، واعطى باسيل كما اكد مطلعون شيئا من المساحة على حساب رغبة الحزب، ما ترجم عودة للاجواء التشاؤمية لتخيم من جديد، والحديث الجدي عن ذهاب ميقاتي الى خيار الاعتذار بعد ان كان الحزب يطلب منه التريث .