قيل أن الدعاء سلاح المؤمن كما هي الصلاة ويؤمن المسلمون بفعالية هذا السلاح الذي يستخدمونه يومياً بواسطة الصلاة والمناجاة وعند الضرورة ساعة الشدّة والغمّة والزلزلة ويعتبرغير المتدينين الدعاء سلاح الضعفاء ومن لا حول له ولا قوّة وهي تلازم الجبناء والعاكفين على عبادة الظالمين دون حراك للتخلص من ظلم أو جور أو تحرير لما هم فيه من خضوع وخنوع أو من استسلام لأي أزمة من الأزمات كما هم حال اللبنانيين اليوم الذين استكانوا لأسوأ أزماتهم الإقتصادية والسياسية وارتضوا الذل والهوان وهم يتقاتلون على تنكة بنزين وغلون مازوت .

 


أن يعتمد الرئيس بري الدعاء يائساً من مسببي تعطيل التأليف الحكومي فيه من سلاح الضعف السياسي لا الضعف الديني لذا يكشف الرئيس عن وهنه وعن وهن طائفة تدّعي القوة ويدّعي خصومها مدى سيطرتها التامة على الدولة وبالتالي التحكّم في سياسات البلاد والعباد وهذا ما تدّعيه أيضاً كل الدول وهذا ما أدخل لبنان في قفص الإتهام ومن ثمّ محاكمته ومقاضاته ووضعه في سجن الإفلاس طالما أنّه يغرّد خارج السرب العربي .
أعجمبة لبنان كما يصفها العرب والغرب أيضاً على ضوء سيادة سلطة الحزب وتماشي حلفائه معه تبدو جملة غير مفيدة في ظل إفشال مبادرات الرئيس بري المدعومة من حزب الله وإيصاله الى الغرق الذي لا يفيد معه سوى الدعاء كي يأتي الإنقاذ من فوق لا من تحت أي من السماء طالما أن الأرض قد عجزت عن ذلك .

 

 

اذا كانت الطائفة الحاكمة عاجزة عن تشكيل حكومة كانت في ما مضى أسهل ما تكون على الرئيس بري فهذا يعني أن القوّة في مكان آخر أي هي في يدّ المعطلين أو أن هناك يداً تمتد دوماً لعرقلة الرئيس بري وهذه اليد ليست عدوة بقدر ما هي صديقة وربما هناك من لا يريد تأليف وتشكيل حكومة طالما أن الفوضى مرتكز أساس لتيارات مؤثرة وفاعلة أكثر مما هي عليه في ظل الإستقرار وربما هناك ضرورات عربية وإقليمية تسهم هي أيضاً في جعل التأليف الحكومي مجرد دعاء ..

 


إذا كان الرئيس بري يتسلح بالدعاء كي تنفرج الأزمة  واذا كان السيد نصرالله يصلي كي تولد الحكومة فمعنى ذلك أن موازين القوى قد تبدلت بدون حروب وبدون تغيير في الخارطة الإقليمية ولا حاجة لتعبئة طائفية بغيضة لكسب معركة انتخابية طالما أن جبران باسيل بيده مقاليد الحكم وسواء كان حليفاً أوخصماً سيّان عنده لأن حساباته خارج حسابات الحلفاء والخصوم كما هي اليوم فهو غير آبه لحلفائه وغير ناظر لخصومه وهو من يحدّد رئيس الحكومة والوزراء وهو من يوزع الحقائب واذا كان بمقدوره أن يجلس سعد الحريري في قريطم لا في قصر وسط بيروت  واذا كان بمقدوره أن يقول للمبادرة الفرنسية باي باي وللخليلين سلما على الرئيس والسيّد واذا كان بمقدوره أن ينبذ القوّات والكتائب ويبقي جنبلاط في المختارة ويعطل من راداره المحلي والخارجي واذا كان أقوى من قوتي حلفائه وخصومه وهو لا يملك وسائل القوة المتوفرة لهم ساعة ئذ يصبح الدعاء عليهم واجباً لأنهم استحقوا أن يحكمهم فرد برتبة وزير .

 


 هناك من لا يصدق هرقلية جبران ويعتبر عضلته المنتفخة مجرد ورم مؤقت لا أكثر نتيجة  نفخ أحدهم له بمنفخ التعطيل ويقول أن كسرعصا بري وجعل مطرقته دون القوّة السابقة في المجلس وخارجه هي من عدّة الشغل المعتمدة من قبل أطراف محلية وقوى خارجية لنهاية دور لم يعد مطلوباً .