اللافت للانتباه حكومياً أن مَن تعمّد في الساعات الاخيرة ضخّ جرعة التفاؤل أوحى من خلالها ان ولادة حكومة نجيب ميقاتي صارت مسألة ساعات قليلة، وبُني التفاؤل على دخول اميركي - فرنسي على خط تسريع ولادة الحكومة، وَضعَ أسس الحكومة العتيدة على قاعدة ثلاث 8، تطمئن كل الاطراف، ويرى فيها كلّ طرف ضمانة له. إلا أنّ جرعة التفاؤل تلك، تبقى غير مكتملة تبعاً للتجارب التفاؤلية السابقة، التي افتقدت الى الجدية والصدقية وما كانت سوى مَلهاة وهروب الى الامام، علماً ان الملف الحكومي كان بالامس محل تداول بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وخصوصا حول النقاط العالقة واهمها الثلث المعطل وإحجام التيار الوطني الحر عن منح الحكومة الثقة.

 

وبمعزل عن هذه الصورة المتأرجحة بين التفاؤل وعدمه، فإنّ الكلمة الفصل التي تحسم وجهة الملف الحكومي تبقى معلّقة على اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، والذي يفترض أنّه صار وشيكا، وربما خلال ساعات، وأنّه سيضع النقاط النهائية على حروف التشكيل او التعطيل.


 

والمعلومات الاكيدة في هذا السياق انّ اللقاء الرابع عشر سيحدد وجهة التأليف بشكل عام، فإمّا يقود في اتجاه ولادة الحكومة، واما في اتجاه اعلان الفشل، وبالتالي اعتذار الرئيس المكلف. وهذا بات مؤكدا في الاوساط القريبة منه التي تؤكد أنّه ليس في وارد البقاء في مراوحة سلبية ودوران في حلقة مفرغة.