لاحظت اوساط سياسية مواكبة للاتصالات، انّ الرأي العام لم يعد يأبه لبيانات ورمي مسؤوليات وتبريرات وأعذار من هنا أو من هناك، لأنّ ما يهمّه هو النتيجة، وفي المحصلة أوضاعه الحياتية لا تتحسّن، بل تزداد سوءاً، وأصبح على إقتناع راسخ بأنّ المسؤولين يعيشون في أبراجهم العالية بعيداً من أوجاعه وهمومه ومخاوفه، ولا يأبهون لمصيره ومصير البلد، وإلّا كانوا بادروا الى فعل اي شيء لإنقاذ البلد وشعبه من أزمة متدحرجة ومفتوحة على الأسوأ.



 

وقالت هذه الاوساط لـ«الجمهورية»، انّ «المسؤولين يهتمون بكل شيء سوى بالهمّ الأساس، المتمثِّل بتأليف حكومة تضع حداً لهذه الأزمة وتعيد الطمأنينة إلى الناس. ولكن لا حياة لمن تنادي. وكأنّ سلطتهم غير مستمدة من الشعب، ولا يخشون المساءلة والمحاسبة، إلّا إذا كان رهانهم تطيير الانتخابات تجنباً لمحاسبة أكيدة، بعدما لمس الرأي العام انّ من انتخبهم يهتمون بمصالحهم وليس بمصلحته ومصلحة البلد. وأصبحت الناس على إقتناع بأنّ هناك من لا يريد حكومة من أجل تطيير الانتخابات النيابية ومن ثمّ الرئاسية، لأنّ تأليف حكومة يعني الذهاب إلى انتخابات نيابية ورئاسية، وبالتالي يتذرع بالفراغ والفوضى من أجل التمديد في الاستحقاقين، وإلّا ما المبرّر لعدم التأليف؟ وهل من وضع أسوأ من الذي وصل إليه البلد ويستدعي تجاوز كل شيء من أجل الإنقاذ؟ وهل حقيبة من هنا وإسم من هناك أهمّ من مصير شعب وبلد؟ وهل من مسؤول لديه ذرة مسؤولية يتوقّف أمام اعتبارات ثانوية، فيما البلد مهدّد بالزوال؟».

 

ولفتت المصادر، الى انّ البلاد تدخل اليوم في أسبوع إضافي من الفراغ، وأسبوع إضافي من الروايات والصيغ والبيانات والوعود الفارغة، التي لم تعد تهمّ الناس التي تُذلّ في كل جوانب حياتها وتفاصيلها، وذلك في ظل عملية إلهاء لا توصف، عن اجتماعات ووساطات ومبادرات وبث أجواء، وكأنّ المطلوب الوصول إلى الخراب ونقطة اللاعودة، لأنّ هناك من يريد كل شيء ويقايض حصته ونفوذه بمصير البلد وشعبه، ولأنّ اللعب لم يعد حافة الهاوية بين القوى السياسية على طريقة من يصرخ أولاً، إنما أصبح على وجع الناس وصراخهم.