لا أدري ـ ولا المنجِّم يدري ـ ولو صدق لكذب ـ  إن كان الوعي نعمة أم نقمة...؟   

لبناني منذ النشأة ـ أبَّاً عن جَدّ ـ ونحن نعي مقولة "قوة لبنان في ضعفه" !.

هل لأحد من الذين يملكون عقلاً ووعياً أن يدلَّنا على المفهوم، أو ما هو المقصود؟

اقرؤووووا.. واسمعوووووا.... ووعووووو.. !

الرئاسة الأولى، أو القصر الرئاسي الجمهوري، مكبَّل الصلاحية، هل لأحد أن يدلنا على المُكبِّل والمُكبَّل به؟. أو صلاحيات القصر الجمهوري يتعرَّض للهيمنة والسرقة، هل لأحد أن يدلنا على المهيمنين اللطفاء واللصوص الظرفاء؟؟؟.

أو صلاحية القصر، مُقلَّصة، هل لأحد أن يرشدنا من هو المُقلِّص الخفيف اللطيف؟؟؟؟.

الرئاسة الثانية، أو المجلس النيابي مع المطرقة، أحياؤه وأمواته، لا يستطيع إسقاط حكومة، مثلاً، أو أن ينتخب فخامة رئيس قوي للبلاد، أو نرى قوانين تشريعية منصفة وعادلة!.  

ما هي وظيفته؟؟؟ هل لأحد أن يفهمنا ويرشدنا لمعرفتها؟؟؟ 

الرئاسة الثالثة، أو مجلس الوزراء، لا يستطيع أن يناقش أمور البلد المصيرية، أو مناقشة معظم الأمور والقضايا المطلبية والحقوقية!. 

ما هي وظيفته؟؟؟ هل لأحد أن يفهمنا ويرشدنا لمعرفتها؟؟؟

العسكر، والعساكر...!

العسكر الأول، الجيش ـ نحن مع الجيش ظالماً أو مظلوماً ـ نحن مع الجيش قوياً أو ضعيفاً ـ نعم، الجيش لا يستطيع حماية الوطن، الجيش غير مجهَّز للدفاع، العنصر في الجيش راتبه لا يكفي للعيش، وووووووووو!!!

ما هي وظيفته؟؟؟ هل لأحد أن يفهمنا ويرشدنا لمعرفتها؟؟؟

وما هي وظائف العسكرية ومهمتها في الوطن؟؟؟.

القضاء، المدني بالدرجة الأولى، وبالتبع القضاء الديني، لا يستطيع أن يكمل تحقيقاته، أو متابعة قضاياه إلى الآخر، وما قضية مرفأ بيروت إلاَّ أكبر شاهد على ما نقول، يموت بشر، ويعيش بشر، ولا أحد يعرف شيئاً، وهكذا دواليبك،

ودواليك، وحواليك!.

ما هي وظيفته، هل لأحد أن يفهمنا ويرشدنا لمعرفتها؟؟؟

هل لأحد أن يفهمنا ما هو نظام هذا البلد؟ 

هل هو طائفي؟ نعوذ بالله! ـ الطوائف نعمة، والطائفية نقمة ـ وهو أغنى الأغنياء بتنوعه، وهو مديون ومفلس ومسروق، ولا يستطيع أن يسدد ديونه، ويسترجع مسروقه؟.. 

عفواً... هو نظام ديمقراطي توافقي، ولكن النظام السياسي ليس هكذا؟ ثالوثه ديمقراطي توافقي، ولكن لا يستطيع إنتاج توافق ديمقراطي على شيء!.

ما هي وظيفة هذا النظام، هل لأحد من الجهابذة أن يدلنا ويفهمنا معرفة وظيفته؟؟؟

باختصار: تعبنا من رسم اللوحة، ونحت التحفة، هو لبنان، قطعة ـ شقفة ـ أرض مأهولة، وصالحة للبيع، وللعقارات، والفرز، متنازع عليها، من الداخل ومن الخارج، ومن أعماق البحار إلى أعالي الجبال، ويشترك معهم، كل اصحاب

الطرابيش، والصولجانات، والعكاكيز، والشراويل، والعقالات، وربطات الأعناق...الخ الخ الخ... شعب لبناني جبّار عنيد، لا يفقد الأمل في بلد الأمل، لأننا أمام تحفة ـ أنتيكية ـ ولوحة سريالية فنية تدهش العقول والقلوب والأبصار، لا

يعيها إلاَّ الجهابذة الأقوياء ممن اختصهم الله وأكرمهم بنعمة العقل والوعي... نعم، إنه تحفة أتحفت وادهشت العالم، ولوحة انطوى فيها العالم الأكبر... نعم للحرية، نعم للديمقراطية، نعم للإستقلالية، نعم للسيادة، إنه نعمة القادة والقيادة.

اكملوا الفراغ.......!