ميزان التأليف، يتخبّط في حالة صعود وهبوط، ولم يرسُ بعد على حدّ معيّن، يتوقف معه التأرجُّح المتواصل والمحيّر، بين هبّة ايجابيّة باردة تؤشّر الى إمكان الشفاء من مرض التعطيل، وبين هبّة سلبيّة ساخنة ترفع من حرارة الملف الحكومي، الى حدود يُصبح معها غير قابل للشفاء، على ما هو حاصل في هذا الملف المستعصي على الحل، في غياب الإرادة الجدّية للتوجّه نحو هذا الحل وتوليد حكومة طال انتظارها لاكثر من سنة.

 

حالة الصعود والهبوط هذه، حوّلت ملف التأليف الى «دوّيخة» تقوم على أحجيّة معقّدة يصعب فكّها او حلّها، مع المناخات المتناقضة التي تضخّها الاطراف المعنية، بحيث لا يعرف أياً منها الذي يعكس المناخ الحقيقي الطاغي على ملف التأليف؛ فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تحدّث بالأمس عن ايجابيات من شأنها ان تسرّع بولادة الحكومة، وقبله قارب رئيس المجلس النيابي نبيه بري ملف التأليف بسلبية واضحة، تنفي وجود اي ايجابيات او مؤشرات مشجعة حول ولادة وشيكة للحكومة، فيما توازت ايجابيات عون بموقف مناقض لرؤساء الحكومات السابقين، ومن بينهم الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، اشاروا فيه الى انّ عملية تشكيل الحكومة ما زالت تدور في الحلقة التعطيلية المعروفة، في اتهام مباشر لرئيس الجمهورية.