في ظلّ الأزمات الخانقة التي تحيط بالبلد، والتي يُعاني اللبنانيون ويلاتها هذه الأيام، يظهر عليهم بين الفينة والأخرى وزير الصحة حمد حسن بمسرحيّاته التافهة، ومُلاحقاته العقيمة للفاسدين والمُرتكبين في قطاع الصحة، وآخر تلك المسرحيات البهلوانية، تلك المُتعلّقة بمُداهمة مخزن أدوية يملكه "الحاج " عصام خليفة في بلدة الغازية( جنوب لبنان)، وبعد ضبط صناديق الأدوية المدعومة من مصرف لبنان، والمفقودة من السوق المحلية، يُداعب "معالي الوزير" المجرم المُحتكر للأدوية مُعاتباً: "ولو يا حاج"، وبدل أن يُساق الحاج خليفة إلى وراء قضبان السجون بعد مراجعة القضاء، ومُصادرة الأدوية "المُخزّنة" وطرحها في السوق، إذ بالمواطنين يُفاجئون في اليوم التالي بتراجع الوزير عن اتّهاماته الخطيرة والشنيعة، بعد أن يكون قد ناله ما ينال المارقين عادةً عن خطّ المقاومة والممانعة، من تأنيبٍ وتحقيرٍ وشتمٍ وتهديد، وهكذا عاد " "معالي الوزير" بعد أن اكتوى بنيران ما بات يُعرف ب"السحسوح" لِيُبرّئ ذمّة الحاج خليفة، ويلجأ للكذب والخداع، ليقول بأنّ المحتكر خليفة كان يمُدّ سوق الدواء "بالقليل" منه، وكان يستعدّ لمدّه بالمزيد، وأنّ العدالة تقتضي بأن يحتفظ خليفة ببضاعته التي رُدّت إليه، جرياً على القول المأثور: "هذه بضاعتنا رُدّت إلينا"، ليبيعها( بعد تعهّد وحلف يمين) للصيدليات والمستشفيات، ويا دار ما دخلك شرّ، وهذا التسامح والغفران من جانب وزير الصحة حمد حسن هو منقبة إضافية تُضاف إلى مناقبه العديدة، والتي لم تُسفر سوى عن الفضائح والإرتكابات وهدر المال العام، وخراب وزارة الصحة، والتي أصبحت بحاجة إلى "لجنة أطباء" كي تستردّ عافيتها من جديد.

 

إقرأ أيضا : لبنان بلدٌ مُعطّلٌ بقدرة قادر، وفي طريقه للزّوال.

 

 


في القول المأثور: دعوا المعاذر فإنّ أكثرها مفاجر. وقال إبراهيم النّخعي لعبدالله بن عوف: تجنّب الإعتذار، فإنّ الإعتذار يُخالطُه الكذب، واعتذر رجلٌ إلى أحمد بن أبي خالد: فقال لأبي عيّاد: ما تقول في هذا؟ قال" يوهبُ له جُرمُه، ويُضربُ على عذره أربعمائة.