سقط البلد في هاوية الازمة وصارت اوضاعه بالغة الصعوبة نظراً للتجاذبات الداخلية بالاضافة الى التدخل الخارجي وحيث الواقع يشير الى أن لبنان أصبح صندوق بريد وهناك اجواء غير مريحة في الاسابيع المقبلة وتحديداً على صعيد عودة التصعيد الميداني من قبل اسرائيل وحزب الله وصولاً الى ايران وسوريا ولبنان قد يتعرض لهذه الاعتداءات في ظل ما يعانيه اقتصادياً ومالياً واجتماعياً مما سيساهم بطريقة او بأخرى الى تفكك كل مؤسسات الدولة وهي التي ايضاً باتت مترهلة في اكثر من اي وقت مضى. 

 


الازمات تتناسل،  والجميع، في الداخل اللبناني كما وفي الخارج الدولي والاقليمي، يقر بوجوب الخروج  من هذا الواقع الذي لم يأتِ على لبنان بالخير، على ان تكون الاولوية هي لتشكيل حكومة انقاذ، رغم ما تواجهه هذه المساءلة الاساسية من عقبات وضبابية لافتة، موزعة بين التفاؤل والتشاؤم  والتشاؤل خصوصا وأن الإيجابيات التي سادت قبل ايام، لم تصمد، بل انخفض منسوبها، على وقع التجاذبات المستمرة، وعناد رئيس الجمهورية ميشال عون وتمسكه بتوزيعة لم تلق تجاوبا، تطال الحقائب والاسماء، لا سيما وأن ازمة الثقة والخصومة بين العديد من القوى السياسية المعنية، تتسببان في رفع منسوب الارتياب، احيانا حيال هذا الاسم او ذاك، واحيانا حيال هذه الحقيبة او تلك، الامر الذي ادى الى احاطة عملية  التأليف التي يشدد عليها الخارج الدولي  بضغوط وهواجس من اكثر من جهة داخلية، رغم التحذيرات المتواصلة من مخاطر تغليب المعايير الفئوية والحزبية على المعايير الوطنية، والجميع متفق على ان مانشيت المرحلة خلاصتها ان شياطين العرقلة تكمن في التفاصيل العونية.

 


الازمات تتراكم، ولا حلحلة ولا انفراجات، على خط المطالب الشعبية الحيوية العابرة لحدود المناطق والطوائف والمذاهب، والمتعددة العناوين والمضامين المالية والاقتصادية والنفطية والمعيشية والصحية، بل والامنية والوطنية، ومسيرة استنزاف اللبنانيين تتواصل، ولا رادع، وهم يعانون ما يعانونه، خصوصا وأن  مقاربات الحلحلة تسيست على نحو لافت، من خلال دعوة رئاسة الجمهورية  لمجلس النواب للانعقاد بهدف وقف الدعم عن المواد والسلع الحياتية والحيوية.

 

إقرأ أيضا : معادلة لبنان : الخراب أو مستقبل باسيل

 

 

 


لا حلحلة، وطوابير الذل والقهر تتواصل امام محطات بيع المحروقات والافران والصيدليات، التي اقفل العديد منها، 


الجميع ينتظرون عبور الامتار القليلة لبلوغ هدف ازالة المعوقات من طريق ولادة الحكومة العتيدة، وهي مسألة ليست سهلة وقد تمتد، كما سابقاتها، الا اذا حصلت مفأجات سارة، تفضي الى تجاوز تعنت فريق العهد من التفاصيل استنادا الى جملة مؤشرات، دولية وداخلية،  وتبقى العبرة في النتائج، خصوصا وأن اسرائيل واصلت انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية، برا وبحرا وجوا، للعبور الى المحيط الاقليمي، وذلك بالتقاطع مع الطلات الاعلامية الاخيرة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي وعد فيها بتوفير النفط الايراني الى لبنان، رغم تحفظات واعتراض افرقاء سياسيين وحزبيين، ولم يجد لبنان امامه سوى المسارعة الى تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي ضد اسرائيل لخرقها السيادة الوطنية و القرار الدولي1701

 


وأمّا الحديث عن قرب موعد تشكيل الحكومة فقد تراجع كثيراً، بحجة الخلاف على الوزراء والحقائب وتشديد فريق العهد على الثلث المعطّل إن من خلال توزيع الحقائب، أو من خلال بعض الأسماء المطروحة للتوزير. ويكثر الحديث عن بروز عراقيل جديدة أدّت إلى تأجيل اللقاء الذي كان مقرراً عقده بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي عصر الأول من أمس إلى الأسبوع المقبل.

 


والسبب  دخول أكثر من سبب على خط التأخير في التأليف. وقد يكون الحديث عن الباخرة الإيرانية، التي أعلن عنها الأمين العام لحزب اللّه، السيّد حسن نصرالله، السبب في إعادة خلط الأوراق وتراجُع منسوب التفاؤل الذي تظهّر في الاسبوع الماضي ، وهو ما أدّى إلى تأجيل اللقاء الثالث عشر بين عون وميقاتي.

 


امام كل هذه المعطيات، ترجّح المصادر الا تُؤلف حكومة جديدة حتى نهاية العهد الذي سيعزز الاعلى للدفاع وسيُبقي على دياب، بحيث تشرف الحكومة على الانتخابات النيابية. واذا لم يحصل هذا الاستحقاق، سيقع لبنان في فراغ نيابي وفراغ رئاسي، وقد بدأ بعض الحقوقيين، بحسب المصادر، يعدون منذ الان، مراجعات قانونية تجيز للرئيس البقاء في السلطة لمنع الفراغ في الرئاسة الاولى. 

 


 وهكذا من المؤكد أنه لا تشكيل لحكومة هذا الأسبوع، والرئيس المكلف لن يعتذر إلا في الوقت المناسب بعد استنفاده كل الوسائل المتاحة لتشكيل الحكومة.