ان الهدف الحقيقي بالتأكيد ليس هو حل ازمة المازوت والكهرباء لانه لا باخرة ولا عدة بواخر( لبنان يحتاج الى اربع بواخر اسبوعيا ) سوف تحل الازمة، يبقى ان الهدف الحقيقي هو الامعان في حماية المنظومة الفاسدة وفي مقدمها العهد النحس من خلال تبرأتها عن الاوضاع الكارثية التي وصلنا اليها وامتصاص نقمة الناس عنها، والتأكيد مرة جديدة ان اسباب الازمة هو الحصار الاميركي من خلال استدراجه ليصبح حقيقة بعد ان كان مجرد خدعة .
 
 
قد يبدو للوهلة الاولى ان العنوان فيه شيء من المبالغة، إذ من غير المنطق ان يستدرج احدهم وعن سابق تصور وتصميم العقوبات عليه او على بلده!! الا ان إمعان النظر قليلا وتفكيك موضوع الاعلان عن المازوت القادم من إيران قد يجعل من هذه المبالغة المستهجنة أمرا بديهيا ومفهوما.
 
 
 
عمد حزب الله، مع بداية الإنهيار الاقتصادي الناتج حصرا عن ادائه السياسي وخياراته في إدارة البلاد وحمايته العلنية يوم 19 تشرين للمنظومة الفاسدة التي نهبت البلد وأفلسته، إلى سردية تقوم على أن ما نحن فيه من تدهور ومن أزمات على مختلف الصعد إنما هو بسبب "الحصار الاميركي"! 
 
 
هذه السردية التي لم تلاق رواجا إلا عند البسطاء من بيئته الحاضنة على عكس الشريحة العظمى التي بدأنا نشهد امتعاضها في حسينية علي النهري وأمام منزل علي عمار وإيهاب حمادة وحتى على طرقات وقرى الجنوب والضاحية والبقاع، الامر الذي يعتبره الحزب بمثابة حياة او موت بالنسبة له، ويجب العمل على  تداركه بأي ثمن، واحدة من هذه الاثمان هي تأكيد سرديته وبالتالي اللعب على مشاعر الجمهور المستعد دوما لدفع الاثمان أمام المخاطر الكبرى وتحمل تبعاتها مهما غلت، على عكس إمكانية سكوته عن اداء خاطىء فضلا عن الاداء الفاسد.
 
 
 
فبالعودة الى موضوع المازوت الايراني، لا بد من طرح عدة تساؤلات الاجابة عنها لا تصب الا بخانة ان الهدف الحقيقي ما هو الا استدراج للعقوبات 
 
 
 
 
 
 
- اذا كان المازوت الايراني قد دفع ثمنه من قبل "رجال اعمال شيعة لبنانيون" كما ذكرت "نورنيوز" المقربة من المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، يعني ان الشحنة ليست هبة كما اوحى السيد نصر الله، فلماذا لم تُشتر هذه الكمية من السوق العالمي وتجنيب لبنان مخاطر التحدي مع اميركا والمجتمع الدولي اذا كان الهدف رفع الضيم عن شعبنا ؟؟؟ 
 
 
 
- لماذا الاعلان عن الامر جاء يوم العاشر من المحرم ( يوم العواطف الجياشة عند الشيعة )، الى درجة ان الناس نسيت الحسين واستبدلت سيرته بالمازوت، وجعل الامر وكأنه ضمن الطقوس العاشورائية !! 
 
 
 
- لماذا التعمد على اعلان قدوم المازوت مترافقا مع إعلاء سقف التحدي في وجه اميركا والسفارة الاميركية والتهجم على السفيرة الاميركية في حين يعم السكوت التام عن اتفاقية النفط العراقي المقدر بملايين الاطنان ولمدة عام كامل، والذي وقّعت قبيل زيارة الكاظمي للبيت الابيض كدلالة على موافقة الادارة الاميركية عليها، وتعثر هذه الاتفاقية "الحل" من الجانب اللبناني وبالتحديد من وزيرالطاقة  الحليف للحزب ؟!!  
 
 
 
- اذا كان الهدف من المازوت الايراني كما يشيّعون هو خدمة اللبنانيين، فلماذا لم يعمد الحزب الى الاتيان به خفية وبالطرق التي يدخل فيها الآلالف الشاحنات المحملة بالصواريخ وبدون كل هذه الجلبة المقصودة ؟
 
اسئلة عديدة يطرحا المراقبون حول هذه الشحنة المشؤومة ودلالاتها وما سوف يترتب عليها من عواقب وخيمة لبنان واللبنانيين هم بالغنى عنها الا ان جواب اوحد فقط يلوح بالافق مع كل سؤال، هو ان الهدف الحقيقي بالتأكيد ليس هو حل ازمة المازوت والكهرباء لانه لا باخرة ولا عدة بواخر( لبنان يحتاج الى اربع بواخر اسبوعيا ) سوف تحل الازمة، يبقى ان الهدف الحقيقي هو الامعان في حماية المنظومة الفاسدة وفي مقدمها العهد النحس من خلال تبرأتها عن الاوضاع الكارثية التي وصلنا اليها وامتصاص نقمة الناس عنها، والتأكيد مرة جديدة ان اسباب الازمة هو "الحصار " الاميركي من خلال استدراجه ليصبح حقيقة بعد ان كان مجرد خدعة .