تؤشّر اللقاءات شبه اليومية بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى انّ الأمور غير مقفلة، وإن حلّ العقد يتم على قدم وساق، لأنه لو كانت طريق التأليف غير سالكة لكانت رحّلت اللقاءات إلى أجل غير محدّد، ولكن الوتيرة المتسارعة والثابتة تدلّ الى ان الخرق محتمل والمفاجآت السارة متوقعة.

 

وقالت مصادر مواكبة للاجتماعات والاتصالات لـ»الجمهورية» ان الأحداث الأخيرة ساهمت في تسريع وتيرة اللقاءات بين عون وميقاتي والسعي المشترك للوصول إلى مساحة مشتركة، فاللقاء الذي تمّ بينهما السبت الفائت مثلاً لم يكن مُجدولاً حصوله، إلّا انّ قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة برفع الدعم عن المحروقات استدعى إتمامه، وجاء انفجار التليل في عكار ليدفع نحو مزيد من الإصرار على تجاوز العقد سريعاً.


وأكدت المصادر نفسها انّ الرئيس المكلف لا يريد الالتزام بسقف زمني كي لا يصبح أسيره، وعلى رغم التقدُّم البطيء الحاصل، إلا انّ هناك محاولة لتطويق العقد وحصرها من أجل الانكباب عليها ومعالجتها، حيث اتفقا على إنهاء التشكيلة ووضع العقد جانباً والتي تترك لمرحلة التفاوض الأخيرة.


وهذا لا يعني انّ الأمور لا يمكن ان تعود إلى الوراء والمربّع الأول، ولكن حتى اللحظة يمكن تسجيل عدم انقطاع التواصل من جهة، والكلام عن إيجابيات من دون إفراط من جهة أخرى، إلا انه متى صَفت النيات وكانت الإرادة مشتركة في التأليف، فإنّ تجاوز العقبات يصبح حتمياً، إنما هل هناك فعلاً إرادة لتأليف حكومة؟ والخلفية الكامنة وراء هذا التساؤل انّ مفاوضات التأليف تجري وسط انهيار متماد وانفجار حديث ودعم مرفوع، ما يعني انّ وتيرة التأليف يجب ان تكون أسرع بكثير بعيداً عن اي عقد وتفاصيل ومحاصصات وتوازنات، لأنّ مصير البلد على المحكّ، وهذا الكلام ليس للاستهلاك، لأنّ الأمور تقف حقيقة على «صوص ونقطة»، وأيّ تطور يمكن ان يدخل لبنان في المجهول.

 

وفي مطلق الحالات دعت المصادر المطلعة نفسها الى انتظار جولات التفاوض المتواصلة بين عون وميقاتي من أجل أن يُبنى على الشيء مقتضاه، فيما منسوب الإيجابيات في الغربال يبدو طاغياً على منسوب السلبيات، فهل يتصاعد الدخان الأبيض قبل نهاية الأسبوع؟ أم انّ الفراغ سيواصل تسجيل الرقم القياسي من أسبوع إلى أسبوع؟