هرب المحتل الإسرائيلي من جنوب لبنان تاركاً خيبته وهزيمته وما صنعته يداه من جيش لحد ومن عملاء استفاقوا دغشة على هزيمة الجيش الذي لا يقهر فأمسك بذيله من استطاع الإستمساك أو ركوب دابة الاحتلال وصولاً لفلسطين المحتلة ناجياً بذلك من عقاب ظنّه نهاية حياته ولم يعلم أنّه نجاة له بعد أن عُملوا المتعاملون معاملة الخمسة النجوم .

 


خرج المحتل الأميركي من أفغانستان بعد أن فشل في إنهاء حركة طالبان ومن إقامة نظام صالح غير فاسد وبعد خسارات لا حصر لها لتستعيد المقاومة الأفغانية ما خسرته دفعة واحدة لحظة دخول المحتل الأميركي وإنهاء دولة الحجاب والرجم وقطع اليد والرقبة وتكون بذلك قد ربحت حربان ضدّ الإتحاد السوفياتي ومعه المعسكر الإشتراكي آنذاك وضدّ الولايات المتحدة الأميركية ومعها حلفاّ لا حدّ له لتبسط طالبان من جديد قوانين " الشريعة " بفرض الحجاب وتزويج الصغيرة وقطع الأيادي و الرقاب و الأرحام .

 


إن مشهد لبنان المكرر في أفغانستان لجهة تعاطي المحتلين مع عملائهما بخسّة يستحقونها يؤكد رخص من يتعامل ضدّ بلده و شعبه وطبيعة المحتل الذي يطعن أصدقاءه لا في الخاصرة بل في الصدر ولجهة القلب متعمّداً قتله لأنّه لا يستاهل حياة وطنية استسهلها بعمالة قذرة .

 

 

إقرأ أيضا : أسامة سعد وسرايا المقاومة

 

 

 


ويتكرر المشهد أيضاً لجهة الهروب والخروج بسرعة بحيث يتبادر اليك أكثر من سؤال يقف على خشبة المشهدين لإثارة أسباب الهروب الإسرائيلي و الإخلاء الأميركي دون ترتيبات مسبقة سواء على مستوى قرارات مجلس الأمن أو من خلال المفاوضات الناشطة كما هي مع طالبان حيث مهدت واشنطن طريق الإنسحاب بتفاهمات مسبقة مع طالبان وكانت عملية التفاوض سهلة بين الجانبين لجهة العمل على تشكيل حكومة افغانية تضم المجموعات الأفغانية دون أن يكون هناك إستئثاراً لفئة على حساب فئة بمعنى أن طالبان تجاوبت مع الولايات المتحدة على قيام سلطة شراكة مع النظام المتهالك والغارق في الفساد لكن سرعان ما اختارت الإدارة الأميركية توقيف العمل مع طالبان وتسويف ما تمّ الإتقاق عليه الأمر الذي دفع طالبان الى دخول الولايات الأفغانية فاتحين وصولاً الى كابول دون أي مقاومة تذكرلا من قبل أميركا ولا من قبل النظام الأفغاني حيث هربت قوات النظام هروب قوّات من الجيش العراقي أمام تنظيم " داعش " .

 

 


لماذا اختارت الإدارة الأميركية الإنسحاب من أفغانستان كدولة فارة من حركة أكثر طلابها حفاة ؟ سؤال تتعدد فيه الإجابات كونه مفتوح على شروحات كثيرة ومنها ما هو متصل بسياسات واشنطن الرافضة للتعامل المباشر مع إرهابيين أو لخوفها من إبرام صفقة خاسرة مع طالبان أو لعدم إيجاد ثغرات جديدة مابين أميركا وحلفائها وخاصة الدول العربية التي ترى المشهد الأفغاني مركباً كفيلم أميركي سوف تدور أحداثه في أكثر الدول العربية وخاصة دول الخليج المهدّد بأمنه جرّاء انتشار الإسلام الأفغاني مجدداً في العالم العربي و الإسلامي لأن انتصار طالبان سيعزّز من الأصوليات السنية و أكثر البلاد امتصاصاً للإنتصارات الإسلاموية البيئات الخليجية .

 


ما بين هذا وذاك يبقى السؤال مطروحاً وبقوّة لمعرفة الأسباب التي تقف خلف مصالح أميركا مع الإسلامويات التي تراها نافعة لها في إدارة العالم العربي والإسلامي لإبقاء العرب والمسلمين على ما هم عليه من نيام على حدود الجاهلية القديمة ومن منهمكين في إقامة هذه الحدود من القطع الى الجلد والتكبيرعلى الخسائر كي تصبح انتصارات مقدّسة .