والشيخ علي جابر ومن يمثل، هو إمتداد طبيعي للعقل الصفوي المتسلط على رقاب الناس بإسم التشيع وبإسم الحسين ، فيريد من المجتمع الشيعي اللبناني، وبدل أن يرفض فساد السلطة المتحكمة بالبلد وبدل أن يقوم بوجه كارتيلات النفط والمحروقات التي تنهب أموالنا يريد منه تقديم الرضى والركون لهذه المافيا المحمية من السلطة السياسية الظالمة المتحالف معها والمدافع عنها بأشفار عيونه..
 

غرد معاون  الامين العام لحزب الله لرعاية شؤون رجال الدين الشيخ الدكتور علي جابر على صفحته التويترية (الاميركية الصنع)، ليهدينا الى معادلة ما انزل الله بها من سلطان يقول فيها بالحرف ( مع الاحتفاظ بالخطأ الاملائي لأمانة النقل ) : " منطقنا يقول : لتنطفأ كل بيوتنا، وتضيىء مجالس عاشوراء لأنها النور الحقيقي لحياتنا" !! 

 

وقبل الحديث عن بيت هذا الشيخ المشعشع يقينا بالكهربا، وهو الذي يقبض راتبه بالدولار الاميركي وبالتالي فلا ضير عنده لا بسعر فاتورة الاشتراك ولا بامتلاك مولد كهربائي خاص وطبعا صاحبنا غير معني بموضوع فقدان المازوت او البنزين ولا بارتفاع اسعارها الجنونية (بالليرة اللبنانية). 


قبل كل هذا لا بد من الاشارة الى ما كان قاله الدكتور المفكر علي شريعتي بكتابه "التشيع العلوي والتشيع الصفوي" وعن المسارات الانحرافية التاريخية التي تعرضت لها السيرة العاشورائية وحرف الناس عن الاهداف الحقيقية التي قامت من أجلها.

 

ويقول شريعتي إن اكبر عملية تزوير وإنحراف وتجويف تعرضت لها ذكرى عاشوراء إنما حصلت إبان حكم الشيعة الصفويين في إيران، وأن معظم الطقوس الفولوكلورية (اللطم – التطبير – لبس الاسود – الهرولة – الهريسة ....) وكل هذه المشاهد التي لا تزال شغالة حتى يومنا هذا، إنما أدخلت على مراسم الذكرى في تلك الحقبة السوداء ، 


وأخطر من كل هذا، هو عملية إفراغ المعنى الحقيقي للنهضة الحسينية المباركة والتي يمكن اختصارها بعبارة واحدة هي "محاربة السلطة فساد، وطلب الاصلاح في المجتمع)، وما دون ذلك فلا قيمة البتة للذكرى ولا لإحيائها، واستطاع الحكام الصفويون ان يحموا فساد سلطتهم واستبدادهم وتسلطهم على الناس بإسم التشيع من خلال الاختباء والمبالغة بإحياء مراسم عاشوراء.

 

ويقول شريعتي بهذا الصدد : لقد إستطاعت السلطة الصفوية الفاسدة، من مسخ الانسان الشيعي وأن تجعل منه شخص يختزن  أعلى درجات الغضب والحزن والرفض،  ولكن بدل أن يحمل سيفه ليضرب به رأس السلطة الظالمة جعلته يضرب رأسه .. 

 

إقرأ أيضا : حزب الله أوهن من تنكتة المازوت

 


والشيخ علي جابر ومن يمثل، هو إمتداد طبيعي للعقل الصفوي المتسلط على رقاب الناس بإسم التشيع وبإسم الحسين ، فيريد من المجتمع الشيعي اللبناني، وبدل أن يرفض فساد السلطة المتحكمة بالبلد وبدل أن يقوم بوجه كارتيلات النفط والمحروقات التي تنهب أموالنا يريد منه تقديم الرضى والركون لهذه المافيا المحمية من السلطة السياسية الظالمة المتحالف معها والمدافع عنها بأشفار عيونه.. 

 

فبدل أن يقوم المجتمع الشيعي وينهض للمطالبة بالاصلاح في أمته كما فعل إمامه في كربلاء ، يحاول هذا الشيخ "الصفوي"، أن يجعل الرضى والركون لإطفاء بيوتنا وتعتيمها وكأنها نوع من أنواع الطقوس العاشورائية، فالمهم عنده أن تضيء المجالس التي يعتلي هو وأضرابه منابرها ويستمد هو ومن خلفه مشروعيته المخادعة منها ولو على حساب حياة وبيوت الناس، وبدل أن تكون هذه المجالس بمثابة منصات طبيعية للقيام والثورة على الفساد والظلم والسرقة والنهب المنظم الذي أدى إلى عتمة بيوتنا، يريدها فقط "مجالس" مضيئة بالبكاء واللطم.


 
هذا المنطق الصفوي الجديد هو (كما يقول شريعتي) أخطر على الحسين " ع " وثورته من الف يزيد، فإذا كان الملعون يزيد قد قتل الحسين مرة في كربلاء، فإن هذا المنطق يقتل الحسين كل يوم الف مرة .