٣٦٥ يوماً مرّت على إستقالة لا بل إقالة حكومة الصدفة وما سُميت آنذاك ب "حكومة مواجهة التحديات" على إثر انفجار فساد السلطة في ٣ آب ٢٠٢٠ وما خلفه من ضحايا وجرحى ودماراً مادياً ومعنوياً ونفسياً. 

 


أطلّ علينا حسان دياب بعد ١٠٠ يوم من تشكيل الحكومة ليقول، "يمكنني أن أعلن اليوم، وبكل ثقة، أن الحكومة أصلحت السكة، وفي طور وضع القطار عليها، وأن صفارة الانطلاق قد أذنت ببدء رحلة الإنقاذ. ويمكنني أن أعلن اليوم، أن الحكومة أنجزت ما نسبته 97 % من التزاماتها في البيان الوزاري للمئة يوم، ونحو 20 % من التزاماتها خارج المئة يوم في برنامج عمل السنة". 

 

 

نعم قالها حسان دياب بكل عنجهية " رحلة الإنقاذ بدأت.. والعالم يراقب بدهشة ما أنجزناه" تماماً كما انجازاته أثناء توليه وزارة التربية والتعليم العالي وكتابه الشهير الذي تم إصداره على حساب الموازنة العامة للدولة. 
ليس فشل حسّان دياب سوى دليل على فشل عهد ميشال عون والمنظومة السياسية الحاكمة والذي يتبيّن كلّ يوم انّهم لم يتوقفوا عن ارتكاب الفظاعات في حق لبنان واللبنانيين. 

 

 

خيّب ميشال عون، الذي تبيّن انّه لم ولن يستطيع ان يكون شخصا آخر غير ميشال عون، تبيّن ان الرجل لا يستطيع سوى ان يكون اسير فكره العقيم والحاقد، الذي انتج حروب الإلغاء والتحرير وانتج صهره المدلل جبران باسيل الذي قبل ابان توليه وزارة الخارجية ان يكون وزير خارجية ايران في مجلس جامعة الدول العربية. 

 


سقطت كلّ الرهانات على ميشال عون وتبينت انها في غير محلّها، لا لشيء سوى لانّ مرشح "حزب الله"، أي ايران، لرئاسة الجمهورية اللبنانية لاه يستطيع ان يكون على مسافة واحدة من كلّ اللبنانيين. لا يستطيع ان يكون غير ممثل "حزب الله" في قصر بعبدا. لا يستطيع إلا أن يكون عنجهياً بطروحاته العبثية. 

 

 

أنفقت هذه الحكومة المستقيلة وخلال ٣٦٥ يوماً مليارات الدولارات من أموال المودعين المحجوزة في مصرف لبنان على السلة الغذائية الغبية والتي لم يستفيد منها إلا التجار الكبار المقربين من كرتيلات السلطة السياسية الحاكمة الفاسدة. 
٣٦٥ يوماً وقانون البطاقة التموينية لم يُقر في المجلس النيابي إلا بعد أن تم صرف أموال المودعين واكثر من ذلك البدء بصرف ما تبقى من أموال الإحتياط الإلزامي وعلى امل ان لا نصل إلى مرحبا بيع احتياط الذهب ايضاً. 

 


لا اسف على رحيل تلك الحكومة المعلّبة، ولا أمل بأي حكومة جديدة تتشكل من نسيج تلك الطبقة الفاسدة، فمن كان سبباً لكل هذه الأزمات المفتوحة والإنهيارات، لا يمكن أن يكون مصدر الحلول والإنقاذ.