تفيد مصادر متابعة لسياسات البيت الأبيض بأن فريق فيينا الأميركي قد أمهل الوفد الإيراني حتى شهر أيلول كي ينهي ويحسم أمره من الإتفاق النووي بنسخته الأميركية الجديدة و إلا ستضطر أميركا اذا لم توقع إيران الى اتخاذ أقصى ما يلزم من عقوبات بحقها و معها الدول التي تحكمها إيران كما صرّح أكثر من مسؤول في الحرس الثوري .

 


وتفيد مصادر أخرى بأن حاجة أميركا الى الإستقرار في العالم وخاصة  في منطقة الشرق الأوسط وذهاب الرئيس الأميركي باتجاه الإنسحابات الشاملة وخاصة من أفغانستان والعراق وسورية بدون اتخاذ أي إجراءات تُذكر من شأنها أن تقوي من الدور الإيراني المطمئن جداً لعمل فريق بايدن ذي النزعة  " الأوبامية " والذي يصب في مصلحة بقاء النفوذ الإيراني وحيداً في الدول المذكورة .

 

 


ثمّة حاجة إيرانية الى اتفاق مع أميركا كي تسيّل لها أموالها المحجوزة وتفك عن رقبتها طوق العقوبات لذا برأي المصادر المتابعة لسياسات أميركا أن إيران ستُذعن في أيلول للوقت الأميركي المحدود وستمضي طهران مع واشنطن للمرة ثانية على الإتفاق النووي الذي يضع المنشآت النووية الإيرانية تحت رقابة وكالة الطاقة الذرية والذي يحدّد لإيران نسبة التخصيب الإيجابي دون الإقتراب من التخصيب النووي السلبي والذي سيفرّج عن هم إيران الإقتصادي بعد أن مُني هذا الإقتصاد بخسائر فادحة .

 

 

إقرأ أيضا : تهريب الغنوشي بصندوق تركي – قطري

 

 

 


وبناءً على التوقيع المتوقع ستشهد العلاقات الأميركية – الإيرانية تطوراً أوسطياً يسمح من خلاله لإيران كي تكون اللاعب الكبير في ملعب لا تنافسها فيه سوى " اسرائيل " ولكن هذه المرة من موقع التعاون لا الخصومة كم يشير الإعلامي عماد أديب والذي يحسم نفوذ المنطقة لصالح طهران وتل أبيب كما هي طبيعة التحالفات الجديدة والقادمة مع المتغيرات الأميركية المندفعة وبقوّة لمواجه التقدم الصيني ومن خلفه الدور الروسي بغية التفرّغ للداخل الأميركي الذي يحتاج الى سياسات منقذة بعد جملة خسائرة هزّت أقوى إقتصاد في العالم بسبب جائحة كورونا .

 

 


بسبب أو بدون سبب تنتظر المملكة العربية فرصة الهروب من اليمن لذا تنشط على خط التواصل مع إيران لإراحتها من كلفة الحرب بتفاهم سياسي يضمن أمن المملكة وكذلك حال تركيا التي تعيد النظر في كل مشاكلها لفتح كوةّ تفاهم في جدار الدول التي نازعتها خلافاً بسبب انتماء السلطة بقيادة أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين كما هو الحال مع مصر أو بسبب الكُرد كما هو الحال في كل من سورية والعراق .

 

 


تتمدد أكثر الحسابات العربية – الإقليمية نحو الإنكفاء لصالح دوري طهران وتل أبيب العاصمتين الأكثر عداءً لبعضهما البعض لحظة التباين في المصالح والأكثر تفاهماً لحظة التقاطع في المصالح .. هكذا ترى مصادر من هنا ومصادر من هناك شهر أيلول وكلها تستوحي من الوحي الأميركي ما يجب التنبؤ به لمرحلة مشحونة بإنفراجات ملغومة .