تشهد الحرب الخفية بين إسرائيل وإيران تحولاً خطيراً، ويعتبر الهجوم على ناقلات النفط وسفن الشحن جزءاً من حرب أوسع تدور بينهما.

فبعد تعرّض ناقلة نفط مملوكة من شركة إسرائيلية قرب شواطئ عمان الأسبوع الماضي للهجوم، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت رسالتين: الاولى يهدّد فيها ايران، والثانية لحلفاء اسرائيل بأنّ تل ابيب قد تذهب الى الحرب وحدها اذا لم يَتشاركوا معها في مواجهة طهران.


 

في الرسالة الاولى قال: «إنتهى زمن الجلوس بكل راحة في طهران، وإشعال الشرق الأوسط بأسره من هناك».

 

وفي الثانية قال: «نعمل على حشد العالم، ولكن في موازاة ذلك نعلم أيضاً كيف نعمل بمفردنا. إيران تعلم ما هو الثمن عندما يهدد أحد أمننا».

 

فالهجوم على «ميرسر ستريت» التي ترفع علم ليبيريا، وهي مملوكة لشركة يابانية وتديرها شركة «زودياك ماريتايم» الإسرائيلية، هو الخامس على سفينة ذات صِلة بإسرائيل التي استهدفت 10 سفن ذات صلة بإيران، ويرجّح ان تستمر الأعمال الانتقامية في حرب الظل المتواصلة بينهما.

 

في المشهد العام، يبدو انّ حرب السفن السرية بين إسرائيل وإيران انتقلت الى العلن، حيث راح الطرفان يتبادلان الاتهامات.

 

وبالتزامن مع تلك الضربات، وجّهت طهران أصابع الاتهام إلى تل أبيب في الهجوم على منشأة نطنز النووية ، وفي المقابل شنّت ايران هجمات إلكترونية على شبكة المياه الإسرائيلية.


 

فيما نفّذت إسرائيل عدداً هائلاً من الغارات الجوية ضد مواقع إيرانية وفصائل تابعة لها في سوريا… آخرها ما شهده جنوب لبنان من غارات لصواريخ اسرائيلية استهدفت مواقع ومنشآت حربية تابعة لـ»حزب الله». ومن المرجّح ان يؤدي التوتر المتزايد بين إيران وإسرائيل إلى حرب شاملة، والى تَدخّل «حزب الله» في لبنان على الارجح لمساندة طهران وضرب إسرائيل.

 

رئيسي يعزّز حضور الحرس الثوري

في الموازاة، ومع تسلمّ الرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي، يتعزّز حضور الحرس الثوري في القرار السياسي لطهران، وبالتالي تصبح اللغة العسكرية والامنية هي السائدة على المسرح الجيوسياسي في منطقة الشرق الاوسط.

 

اما وفي حال اتخذت اسرائيل قرارها بالتصعيد، فعلى الأرجح انّ الضربة العسكرية الإسرائيلية ستستهدف المفاعل النووي الايراني، لأنّ تل ابيب تعتبر انه يشكل تهديداً وجودياً لدولة اسرائيل.

 

ضوء أخضر أميركي؟


يكشف مصدر دبلوماسي انّ الولايات المتحدة الاميركية نصحت اسرائيل، خلال زيارة قام بها مؤخراً قادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية الى واشنطن، بإعادة النظر في ضرب السفن الايرانية ووَقفها، بعدما أبدَت انزعاجها من الهجمات الإسرائيلية، معتبرة انّ من شأنها أن تعرقل المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران في فيينا… الّا انّ المصدر نفسه يشير الى انه وعلى رغم ارتفاع منسوب التصعيد، إلاّ انّ احتمالات الحرب ليست بالضرورة كبيرة، لأنّ هذا أمر لم يحن وقته بعد، وتتحفّظ عليه الإدارة الأميركية، فضلاً عن أنه يكلف ثمناً باهظاً من الناحية الاقتصادية وكذلك تبعاته على التجارة الإسرائيلية البحرية.

 

هل من علاقة للاتفاق النووي بالتصعيد؟

قراءة سياسية لمصادر مطلعة بخفايا المفاوضات الاميركية الإيرانية تعتبر انّ التصعيد الأميركي الحالي يأتي ضمن اطار ممارسة الضغوط على الإدارة الإيرانية الجديدة بغَرض الإسراع في العودة الى طاولة المفاوضات وتوقيع الاتفاق النووي من جديد، وليس الانجرار إلى حرب مفتوحة مع طهران.

 

وتلفت تلك المصادر انّ إسرائيل لم تحصل على ضوء أخضر من واشنطن ولندن للحرب ضدّ إيران، لأنهما لا يريدان التخريب على الاتفاق النووي الذي تعتزِم الولايات المُتحدّة الأميركيّة توقيعه مع إيران، وبالتالي انها قد تجِد نفسها وحيدة في الحرب المحتملة… وإضافة الى قلقها المتنامي من النووي الايراني، فإنّ اسرائيل ترفض القبول بالهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط والتَمَوضع الخَطِر لإيران وميليشياتها في سوريا... فهل تغامر إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة إلى أحد الأهداف الإيرانية من دون علم واشنطن أو التنسيق معها؟