وها نحن في لبنان، وبعد أن بسط حزب الله سيطرته على كامل مفاصل الدولة اللبنانية، نعيش ايضا اسوأ ازماتنا التي لم نشهدها حتى في أيام الحرب الاهلية، فلا كهرباء ولا ماء ولا دواء ولا محروقات ولا اقتصاد، واكثر ما فاضت به اريحية عقلية هذا الحزب الحاكم بالحديد والنار لمعالجة كل تلك الازمات، هي إما التهديد بالقتل كما جاء على لسان أمين عام حزب الله، أو فتح جبهة الجنوب وافتعال حرب، كما هدد بذلك الشيخ صادق النابلسي الناطق غير الرسمي بإسم حزب الله وبالتالي إن ما تعاني منه الاحواز وقم وطهران هي نفسها الازمات التي تعاني منها النبطية وبنت جبيل وطرابلس وصيدا وبيروت ... وبمعنى أدق إنها مصيبة ولاية الفقيه التي خيمت فوق منطقتنا بسواد مشروعها وعقم برنامجها من الاحواز الى جبل عامل .
 

تشهد مدن وقرى الاحواز منذ ايام  تظاهرات غاضبة،  احتجاجا على سياسة تعطيش المنطقة بعد ان عمدت السلطات الايرانية تحويل نهر كارون الذي يروي المنطقة الى خارج حدودها مما أثر سلبا على السكان ومزارعهم ومواشيهم وحتى على  مدن الاقليم التي باتت تعاني من نقص شديد بالمياه، لذا أطلق الاعلام على هذه الاحتجاجات "انتفاضة العطش" .

 

 

هذه هي حقيقة الامر، إلا أن بعض الإعلام الساذج  والاعلامين البسطاء يعمدون الى توصيف واقع الحال بما ليس فيه، كأن يعتبر بأن الاحتجاجات لها طابع ديموغرافي إديولوجي، فأهل الاحواز العرب إنما ينتفضون بزعمهم على الحكم الايراني بوصفه حكما فارسيا، ويصوّر بالتالي المشكلة بأنها إمتداد تاريخي للصراع العربي الفارسي، ظنا منهم انهم بذلك  يسجلون نقاطا سياسية على النظام الحاكم في إيران، بينما هم بالحقيقة يسدون خدمة جليلة لهذا النظام فيعفونه من فشله الذريع بإدارة الاقليم كما كل إيران ومن إخفاقه بتأمين أبسط مستلزمات الحياة لمواطنيه.

 

 

فأهل الأحواز الذين يصرخون في الشوارع والازقة "الموت للخامنئي" و "الموت للديكتاتور" ليسوا هم الآن بوارد النضال لإستعادة هويتهم العربية، ولا تحرير أرضهم المحتلة منذ عشرينيات القرن الماضي، فهذه الصرخات عينها كنا سمعناها بقلب طهران ومشهد واصفهان وشاهدنا أضعافا مضاعفة من الاعداد المحتجة إبان الحركة الخضراء وعلى امتداد الجغرافيا الايرانية، تلك الاحتجاجات التي  قمعت بوحشية هائلة ما عرفتها شوارع ايران ايام حكم الشاه ولم يفتعلها جهاز  السافاك البائد.

 

 

إقرأ أيضا : اخيرا إعتذر الحريري، شكرا للسعودية

 

 


  
المشكلة الحقيقية عند الشعب الايراني ( بمن فيهم الاحوازيين )، وعند كل شعوب المنطقة التي لهذا النظام يد في ادارة شؤونهم هي انهم يعيشون في كنف نظام لا يعرف إلا لغة  القمع والقتل وإفتعال الحروب ولا يجيد الا لغة التخوين والقمع، ولا ينتج او يصدّر الا الدمار والدماء، وقد أثبت عجزه التام والكامل من تقديم نموذج ناجح للحكم، وحيث حل، يقول له الفقر والظلام والعطش والجوع والفساد خذني معك، ومعه وبفضله تهافت تهافتا مريعا كل ما كان ينظّر له لسنوات بأن "الاسلام هو الحل" 

 


وها نحن في لبنان، وبعد أن بسط حزب الله سيطرته على كامل مفاصل الدولة اللبنانية، نعيش ايضا اسوأ ازماتنا التي لم نشهدها حتى في أيام الحرب الاهلية، فلا كهرباء ولا ماء ولا دواء ولا محروقات ولا اقتصاد، واكثر ما فاضت به اريحية عقلية هذا الحزب الحاكم بالحديد والنار لمعالجة كل تلك الازمات،  هي إما التهديد بالقتل كما جاء على لسان أمين عام حزب الله، أو فتح جبهة الجنوب وافتعال حرب، كما هدد بذلك الشيخ صادق النابلسي الناطق غير الرسمي بإسم حزب الله 

 


وبالتالي إن ما تعاني منه الاحواز وقم وطهران هي نفسها الازمات التي تعاني منها النبطية وبنت جبيل وطرابلس وصيدا وبيروت ... وبمعنى أدق إنها مصيبة "ولاية الفقيه" التي خيمت فوق منطقتنا بسواد مشروعها وعقم برنامجها من الاحواز الى جبل عامل .