تبدأ مأساة مجتمع عندما يختار إسقاط إنسان نظيف الكف ووطني مثل دولة الرئيس سليم الحص في الانتخابات.


 

هو خسر الانتخابات النيابية في العام 2000 بعد مسيرة سياسية استمرت 27 عاماً في معركة طغى عليها المال السياسي، فكتب نقولا ناصيف في جريدة «الاخبار» ان «وحده المال كان برنامج الحملة الانتخابية» حينذاك.

 

كُسر سليم الحص بفعل المال الانتخابي، ولأننا اعتبرنا اننا نحقق مكسباً في كل مرة نقبل رشوة انتخابية او نختار مرشحاً مقابل خدمة هي في الاساس حق لنا. يجب ان نتذكر انّ من يدفع أموالاً في الانتخابات سيستعيدها اضعافاً من حقوق الناس واموالهم، لقد اشتروا منّا المستقبل بالرخيص وبعناه، والآن وصلنا الى واقع مهين ونعيش بالتعتير، فهل نريد بيع مستقبلنا مرة ثانية؟

 

إخترنا إسقاط سليم الحص الذي ما طلب شيئاً لنفسه وخرج من الحكم نظيفاً لا شبهة فساد حوله، رجل الدولة الذي جَسّد الديموقراطية بأسمى معانيها حين قال: «إذا صَوتّم لي فإنني أشكر لكم ثقتكم، وإذا صَوتّم لغيري فإنني أنحني لإرادتكم». هو الرجل العصامي الذي لم يكن صنيعة أجهزة ودول، ناصَر الحق وحرص على الابقاء على علاقات سليمة مع كل الدول لِما فيه مصلحة لبنان.


 


ولننظر اليوم كي نرى ما هي نتيجة إسقاط سليم الحص ونتيجة تفضيل المال السياسي على نظافة الكف والعمل السياسي الوطني، لقد وصلنا الى الهاوية. وصلنا الى إهدار كل حقوقنا واموالنا.

 

اذا أسقطنا «سليم الحص» مجدداً في الانتخابات واخترنا الانصياع مجدداً للمال السياسي وللفئوية والطائفية، فنحن نستحق ما يحصل لنا وأكثر، ونكون نحن مَن حَدّدنا مصيرنا ومصير اولادنا لسنوات عدة مقبلة، وبالتالي علينا ان نتوقف عن الشكوى والنق والتوقف عن إلقاء اللوم على أحد إلّا أنفسنا.

 

ولا أعني سليم الحص فقط كشخص، بل بما يمثّله سليم الحص، فهل سنتبع الخيار ذاته في الانتخابات المقبلة، ام اننا سنبحث عن «سليم حص» في كل منطقة وقرية ومدينة وندعمه ونرشحه وننتخبه؟

 

وأذكر مجدداً اننا اذا اخترنا ان ننتخب من لا يترشّح تحت شعار قانون الشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة، ويتعهد بإقراره ومراقبة تنفيذه، نكون قد أهدرنا أهمّ حقوقنا، ولا يحق لنا السؤال عن أموالنا وعن الهدر والفساد، ولماذا لا نحصل على الخدمات الرئيسية مثل التعليم والطبابة والمواصلات.


 

فلنحذر انتخاب من لا يتعهّد بالشفافية المطلقة، ولنحذر إسقاط سليم الحص مجدداً.