يبدو أن النظام السوري قد تعافى لبنانياً وبدأ أولى جردة حساباته السياسية مع دولة الرئيس نبيه بري لأسباب معروفة وقد عبّرعنها أحد وكلائها اللبنانيين وذكر سبباً مباشراً متعلقاً بعدم دخول حركة أمل معركة الدفاع عن نظام بشّار الأسد ورفض الرئيس بري لأيّ مشاركة ميدانية في سورية لأسباب معروفة أيضاً .

 


لذا لم تكن الهجمات المتلاحقة ضدّ نبيه بري مجرد مواقف متعلقة بتجربة حركة أمل في السلطة ولا هي نتاج الخلافات المحتدمة ما بين الحركة والتيّار الحرّ وما بين الرئيسين عون وبري وتأسيس باسيل لمشروع التطاول على بري سياسياً واتهامه المعلن بالبلطجة والذي فتح الباب أمام الجميع للتمادي تطاولاً على بري وبات الدخول الى حرم حُرُم نبيه بري سهلاً جداً من قبل( تفقيس )مكانات حزبية سواء من "فقاسة" حليفة أو من " فقاسة "  خصومة مع رئيس حركة أمل وقد ساعد تسامح الرئيس بري مع جبران باسيل على جعل التطاول عليه أمراً طبيعياً وعادياً .

 


هنا لا نستحضر خطابات الشارع ولغات الساحات التي تطال زعماء الطوائف وأركان الطبقة السياسية وأهل السلطة في الحكومات ومن هم خارجها باعتبارها لغات مشروعة كونها مشتركة بين اللبنانيين وجماهير الطوائف و الأحزاب ومؤيدي السلطة ومعارضيها رغم أن اعتراضات الشارع لاقت ويلاً وثبوراً من قبل الثنائي الشيعي وهذا ما وضع اليد المغلولة لحركة أمل والقاصرة عن استخدامها ضدّ المتطاولين على الرئيس بري بين قوسين لأن من يستخدم القوة والعنف ضدّ الثوّار وضدّ الإعلام ويعجز عن ذلك ضدّ المتهجمين على الرئيس شخصياً يثير أكثر من علامة استفهام رغم رفضنا المطلق لسياسات العنف ولكن من يستخدم العنف هنا لماذا يعجز عنه هناك ؟ لذا يبقى سؤالاً مشروعاً بالنسبة للقائلين بعجز حركة أمل عن نصرة رئيسها فيما يتصل (بالسوريين اللبنانيين) .

 

 

إقرأ أيضا : بعد صلاة البابا الراعي يتراجع

 

 


لم تخلو مقابلة  تلفزيونية محلية في الآونة الأخيرةمع المجموعة المعروفة في انتمائها لنظام الرئيس السوري من مواقف محرضة على الرئيس بري ومن استشرافات مستقبلية قادمة بحق الرئيس بري شخصياً اذ أن واحداً من هذه المجموعة قد تحدّث عن تغيير دولي لأركان الطبقة السياسية وفي مقدمتهم الرئيس بري الذي سيطاوع القرار المتخذ دولياً واقليمياً وعربياً بحقه بالتنحي الطوعي لأن سيف العقوبات الأميركية قائم على رقبة أمواله وأموال جميع أركان الطبقة السياسية .

 


في حين أن آخر وأخرين أيضاً حددوا بشكل مباشر من سيخلف الرئيس بري في رئاسة المجلس النيابي دون أيّ اعتبار لقانون الإنتخابات وما ستكون نتائجها وما هي طبيعة التحالفات المستجدة على ضوء التوازن النيابي الجديد وهذا ما دلّ على حرص سوريي لبنان على ايصال الرسالة بلغة مباشرة وواضحة ولا مجال معها لأيّ التباس وكانت حركة التسهيل المروري لخلافة بري في رئاسة المجلس بطرقها المختلفة واضحة وضوح الشمس كيّ يقرأها جيداً الأعمى قبل البصير .

 


طبعاً قد تكون الأسماء نوعاً من الصيد أوهي مجرد استخدامات لتحقيق نوايا معينة ولكن جوهر الموضوع يبقى محدداً في الموقف السوري الذي دخل الساحة اللبنانية مجدداً من موقع خلع الرئيس بري من رئاسة المجلس بعد المحاولات المتكررة لإغتياله معنوياً كما يفعل المتطوعون اللبنانيون لخدمة النظام السوري والذين عكسوا بشكل واضح رغبة النظام في محاسبة بري عن تخلفه عن نصرة سورية الأسد .

 


وعلى ذمّة المصادر التي تفيد بمعرفة الرئيس بري المسبقة لما يسعى اليه القاصي والداني من أعمال لا من نوايا لإخراجه وإخراج حركة أمل من المعادلة السياسية والتي تُخبر بأن موقف بري المعلن هوعدم إعطاء أحدهما أو كلاهما فرصة الإختلاف معه كيّ لا يدخل المعركة التي يريدونها معه في هذه المرحلة لتحقيق غاياتهم المطلوبة لذا قرّر عدم الرد واستمسك المناصرين لخدمة الصمت المطلوب . كما أن هذه المصادر وعلى ذمّتها أيضاً تشير الى   موقف مستور للرئيس بري والذي سيكشف عنه من خلال تدابير سيحمي فيها رئاسة المجلس وحركة أمل من أيّ مخبوء أو مكشوف طالما أن اللعبة باتت مكشوفة وعلى عينك يا نبيه .