لبنان في عين العاصفة ، والاتي اعظم واخطر، على ما يتردد على السنة مسؤولين، مع استمرار حالة الافلاس السياسي المالي، وقد باتت بتسونامي يهدد الاخضر واليابس، واللبنانيون، على وجه العموم.
 

على وقع ارتفاع درجات الحرارة الصيفية ، والاجواء الملبدة بسواد سياسي معيشي، تمضي المنظومة الحاكمة في سلوكية وضع عصي العرقلة والتعطيل في دواليب عربة تشكيل حكومة الانقاذ وفق المبادرة بنسختيها الفرنسية واللبنانية، كما والتطنيش عما يعانيه اللبنانيون من ازمات اثقلت عليهم، وقد بات الوضع اشبه ما يكون بالموت السريري الذي يأخذ البلد نحو فاجعة لها ما لها من تداعيات بالغة الخطورة. 

 

 

لبنان الذّاهب باتّجاه الفوضى لتعبئة الفراغ السياسي، ونُذُر الانزلاق إلى فوضى شديدة تلوح في الأفق اللبناني توحي أنّ لبنان على وشك الانهيار والحرب قد تكون حاجة لإعادة خلط الأوراق، فيما لبنان فاقد الحيلة عاجز ومقيّد اليدين ومختطف على  أيدي منظومة حاكمة فاقدة للحس الوطني والانساني وهمها الاساس الدفاع عن مصالحها وامتيازاتها حتى ولو كان ذلك على مصلحة الوطن والمواطن .

 


التدقيق في قراءة متغيّرات المشهد اللبناني لا يمكن أن نراه بعد اليوم إلا انطلاقاً ممّا حدث في الفاتيكان وروما، والاجتماع الأميركي الفرنسي السعودي، إضافةً إلى المداولات في الاتحاد الأوروبي، وبداية الحديث عن ضرورة تطبيق الوصاية الدولية على لبنان لكونه بات دولة فاشلة.

 

 


تشتد الأزمة وتعنف. تتعقد وتتشعب بين الداخل والخارج، في حين أنّ الحلول الداخلية منعدمة في ظل المراوغات المستمرة بين الأفرقاء. أمّا خارجياً فلا يبدو أنّ الأفق مفتوحٌ على خيارات إيجابية غير فتح الباب أمام البحث في إمكانية تقديم مساعدات إنسانية، على غرار الاجتماع الذي عُقد بين السفيرتين الفرنسية والأميركية مع مسؤولين سعوديين، إذ جرى البحث في تحفيز السعودية على تقديم مساعدات إنسانية للجمعيّات الأهلية لمواجهة الأزمة المستفحلة، وفي هذا السياق، كل المؤشّرات تفيد بأن الوضع سيسوء أكثر على الصُعُد المختلفة بما فيها سياسياً، لا سيّما في ظل التصعيد الإقليمي والدولي على إيقاع تعثّر مفاوضات فيينا.

 

 

 ووسط هذه المواقف برز الطرح الفرنسي بإرسال قوات دولية إلى لبنان لمراقبة توزيع المساعدات ومكافحة المخدرات، وداعش، وهذا من شأنه أن يصعّب مهمة المبادرة الفرنسية في ظل ريبة حزب الله اتجاه هذا الامر، حيث أن هذا الطرح سينعكس سلباً على الموقف الفرنسي في لبنان، وعلى علاقتها مع القوى السياسية. خصوصاً وأنّ الحزب يتوجّس من هذه الفكرة لأنها تأتي تزامناً مع مباحثات دولية لتوسيع عمل قوات اليونيفيل في الجنوب.

 


فترة حاسمة تواجه لبنان واللبنانيين، وقد خرج العديد من الديبلوماسيين العرب والاجانب عن صمتهم، وهم يتابعون ما يجري بدقة وامعان، ليعلنوا على الملأ، ومن غير قفازات او ديبلوماسية، ان الطريق مايزال مقفلا امام ولادة الحكومة، كما وامام انقاذ لبنان من الوضع المتردي الذي ال اليه، مصحوبة بتحذيرات متتالية من المخاطر المحدقة بلبنان وشعبه.

 

 

الانظار تتجه الى الاتي من الايام، وما يمكن ان تفرزه الايام الحاسمة حكوميا من معطيات، حيث تتعدد السيناريوات وتتنوع، لكن لا اي خطوة نهائية بعد.

 

 

إقرأ أيضا : لبنان ونداء قداسة البابا

 

 


مع شديد الاسف ان المشهد في سائر المقرات الرسمية بات محزنا بل ومؤلما، وقد قضى هؤلاء على امال اللبنانيين، واضاعوا الوقت و الجهد وما تبقى من امكانات في سجالات ومناكفات لا طائل منها، ولا نتيجة سوى المزيد من هدر الوقت واضاعة الفرص، وتعزيز التسيب والفساد والمحسوبيات المستشرية، واكل المال الحرام، وهدر المال العام .

 

 

ختاماً ان المنظومة الحاكمة القابضة على القرارات والمعطلة لأبرز قواعد  الديموقراطية، فقدت كل ذرة خجل وحياء امام اللبنانيين والعالم، وراحت بعيدا في الاستلشاق وادارة الظهر، رغم السباب والشتائم التي تنهال على اركان هذه المنظومة يوما بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، والجميع على قناعة بأنها ، تتملكهما نوازع لا قدرة للبنانيين على تحملها والسكوت عنها، وهي تقود البلد الى المزيد من الازمات والانهيارات على المستويات كافة، ولا يأبها لغضب اللبنانيين، على امتداد الجغرافيا اللبنانية.

 


لبنان في عين العاصفة ، والاتي اعظم واخطر، على ما يتردد على السنة مسؤولين، مع استمرار حالة الافلاس السياسي  المالي، وقد باتت بتسونامي يهدد الاخضر واليابس، واللبنانيون، على وجه العموم.