تعددت الاحتمالات حول مطلقيَ الصاروخين على شقة شبه مهجورة، وموقف لبيع السيارات ،في المنطقة الفاصلة بين "شيَاحين" أحداها مارونية، والثانية شيعية . حتى الآن لم تحدد الجهات المسؤولة هوية مرتكبي جرم الاخلال بأمن اللبنانيين، ومحاولي العبث بالعيش المشترك، والدافعين الى جعل لبنان ساحة سورية كاملة توفر على اللبنانيين مشقَة السفر الى سورية لممارسة الجهاد الأصغر، وتحصيل الأجرَ ،ونيَل الجنة التي وعد بها الشهداء .
ثمَة من يعمل على جعل لبنان موئلاً آخر للفتنة المذهبية كي تكون حجر الآثافي في الموقد الفتنوي الذي بدأ مع العراق ويراوح مكانه الآن في سورية، ومستدعاً بقوة الى لبنان بعد أن بلغ الانقسام السياسي حول الأزمة السورية مبلغه الطائفي والمذهبي، وباتت دعوات الجهاد مفتوحة على مآذن المساجد للزَود عن الاسلام الحنيف .
بغض النظر عن هوية الفاعل المتطفل على أستقرار لبنان، وعن طول لحيته ،وانتمائه لجهاد معتدل أو متطرف، وعن طبيعة السلاح المستخدم كصوت راعد ومهدد، وبغض النظر أيضاً عن وجود طابور ثالث يريد استعجال الفتنة اللبنانية ،ولأوَل مرَة لايذكر أحد العدو الاسرائيلي كجهة ممكنة وحاضرة وجاهزة لاعطاء عود الكبريت لاشعال ما تبقى من اخضرار بين اللبنانيين، خاصة وأنَ اسرائيل تملك ألمصلحة والدافع والامكانيات المباشرة لضرب الوحدة اللبنانية، وان كانت هشَة ،ولكنها مازالت مقوننة في ضيغة التعايش داخل السلطة وتحت سقف الدولة .
من المهم الاشارة الى أنَ المرحلة السياسية الراهنة لاتحتاج الى صاروخ لضرب الطوائف رقاب بعضها البعض، وأنَ حجراَ واحداَ قدَ يكون له مفعول أكبر من صاروخ ضرب منطقة لبنانية ليحدث فجوة في الجدارالوهمي للاستحقاقات اللبنانية، وجعل الجميع يتماشى مع سياسات ملء الفراغ الدستوري ممالأة للأزمة السورية، وانتظاراً لتداعياتها المباشرة على الدستور نفسه .
لذا ثمَة من يرى في الصاروخ رسائل داخلية معنية بالاستحقاقات والتجاذبات القائمة حولها، وثمَة من يخفف من حرارته الطائفية، لأنَ لا أحد في لبنان بقادر على المغامرة بحرب غير معروفة التداعيات في ظلَ مشاريع سياسية وأمنية يستعد أصحابها الى سنوح فرصها كي يُعاد بلبنان الى سابق فوضته الحزبية بعد أن ضاقت المخيمات البشرية بما جمعته من حطب ينتظر نار الحرب مع كلَ عود كبريت يخرج من علبة طائفية .