عوامل عديدة قد تكون ساهمت بهذه العودة الميمونة للملف اللبناني إلى الإهتمام الدولي، ليس أقله منع الانهيار الكبير المنتظر وما لهذا الامر من تداعيات على مستوى المنطقة، من تدفق ال اللاجئين نحو الشواطئ الاوروبية، مرورا الى هجرة المسيحيين ووصولا إلى ما يحكى عن مخازن الغاز الضخمة الموجودة قبالة شواطئنا وسيلان لعاب الشركات الكبرى عليها كل هذا قد حتم على دول القرار مد يد العون الى الشعب اللبناني من جديد، ليبقى السؤال الكبير عن إذاما تعلم هذا الشعب المسكين بعد كل ما مر به ويمر من مأساة.
 

إذا كانت " المؤامرة " بالمعنى الكلاسيكي للكلمة تعني التدخل الاجنبي وبلاد القرار في شؤوننا الداخلية، وترتيب المشهد السياسي اللبناني بحسب موازين القوى الخارجية وإنعكاس ذلك على الوضع الداخلي، وإعطاء الاوامر الصارمة لأزلام السلطة عندنا بالسير وفق أوامر وإسقاطات معدة بين اولي الامر في الخارج، إذا كان تعريف " المؤامرة " بهذا المعنى، فيمكن حينئذ الترحيب بعودة المؤامرة إلى سابق عهدها لا يخفى على متابع ان كل ما نعانيه من ويلات، وحالة الإنهيار غير المسبوقة التي وصلنا إليها، إنما هي بسبب تخلي المجتمع الدولي والعربي عنا، وتركنا كشعب لبناني بين أيدي العابثين واللصوص والقتلة مما يسمى زورا بالزعامات والمسؤولين في لبنان، 

 


هؤلاء المجرمون السفلة الذين لم ترف لهم جفن، لا لطوابير الذل، ولا لصرخة أب على إبنته المريضة، ولا لتفجير العاصمة، ولا لضياع عام دراسي ولا لجهنم التي صنعوها لنا بأيديهم القذرة، رغم كل مناشدات الخارج وتوسل الاتحاد الاوروبي وعقوبات اميركا وصرخة الامم المتحدة، حتى أنه صل الامر الى وزير دفاع العدو الاسرائيلي بيني غانتس ليقول : " ان قلبه يعتصر لمشاهدة صور الجياع في الشوارع اللبنانية "... إلا ان الذئاب عندنا بين نائم " مرتاح الضمير "، ومجرم متمسك بحصته الوزارية،، واخر متمسك بتكليفه، وكاذب لا يتورع عن مخادعة الناس بوعود عرقوبية ما أنزل الله بها من سلطان.

 

 

لقد ثبت وبالوجه الشرعي، ان ترك لبنان بين أيدي هؤلاء القتلة المتحكمون بمصائر العباد كان هو المؤامرة الحقيقية، التي أوصلت لبنان الى حافة الانفجار الممنوع من دون حياء ولا وجل لا أدعي هنا أن المجتمع الدولي وعواصم القرار يتحركون من وحي مشاعرهم ألانسانية، ولا أن العدو الصهيوني هو منظمة خيرية، ولو أنهم اثبتوا جميعا بأنهم أرحم واشفق علينا، من المسؤولين اللبنانيين، إلا أنه على الاقل هم يتطلعون إلى مصالح بلادهم بما قد ينسجم مع مصالح لبنان في هذه المرحلة ومن هنا نشهد عودة الملف اللبناني للحضور بقوة في المحافل الدولية بالأخص بعد  لقاء جنيف الذي جمع بايدن وبوتين.

 

 

إقرأ أيضا : سماحة صديق جبران

 

 

 

عوامل عديدة قد تكون ساهمت بهذه العودة الميمونة للملف اللبناني إلى الإهتمام الدولي، ليس أقله منع الانهيار الكبير المنتظر وما لهذا الامر من تداعيات على مستوى المنطقة، من تدفق ال اللاجئين نحو الشواطئ الاوروبية، مرورا الى هجرة المسيحيين ووصولا إلى ما يحكى عن مخازن الغاز الضخمة الموجودة قبالة شواطئنا وسيلان لعاب الشركات الكبرى عليها  كل هذا قد حتم على دول القرار مد يد العون الى الشعب اللبناني من جديد، ليبقى السؤال الكبير عن إذاما تعلم هذا الشعب المسكين بعد  كل ما مر به ويمر من مأساة، بأن يلفظ الى مزابل التاريخ هذه المافيا المجرمة وأن الاوان قد حان إلى استبدالها في الانتخابات النيابية المقبلة، وأعتقد أن هذا ما يراهن عليه المجتمع الدولي الذي ضاق ذرعا هو الاخر بإجرامها،  وهذا ما يتوقعه منا، وسوف يساعدنا هذه المرة من أجله على ذلك.

 

 

 ألمهم أن إرهاصات عودة "المؤامرة " من جديد تحمل لنا في هذا الظلام الكالح بصيص نور،  وعلى الشعب اللبناني ان يتلقف هذه الفرصة القادمة وعدم الاكتفاء بالتحميد والاستلشاء واللا وعي مرة جديدة .