الحريري ينتقم من باسيل، وبري ينتقم من عون، وباسيل ينتقم من بري وحزب الله إلى مزيد من الخطابات، والبلد والدولة والشعب إلى مزيد من الإنهيار والفراغ والتعطيل.
 

هل كان الإرث السياسي للشهيد رفيق الحريري لنجله الشيخ سعد ثقيلا لهذه الدرجة؟  من يتتبع سيرة "الرئيس" سعد الحريري منذ استشهاد والده وحتى اليوم من الصعب بل من المستحيل أن يخرح بموقف واحد أو بصفة واحدة بصف فيها الحريري الإبن الذي دخل السياسة في غفلة من أمره وضاع باللعبة اللبنانية، وما زال يتخبط مع "مكعّب الالوان" اللبناني ولم يجد حيلة في خروجه من هذه المتاهة بل من هذه المتاهات ليتصل فيما بعد المالي والاقتصادي بالسياسي وسيخرج بنتيجة "صفر" معتذرا عما قدمت يداه.

 

عشرة أشهر على تكليف "الرئيس المكلف" وهو يبحث عن حكومته الضائعة بين الإمارات ومصر وتركيا والفاتيكان ودول أخرى لكنه لم يجد ضالته بعد.

 

إقرأ أيضا : خطابات النفط والبنزين!!

 

 

عشرة أشهر على تكليف الرئيس "المدلل" لدى حزب الله ولدى الرئيس بري على طريقة "الصهر المدلل" عشرة أشهر لم يقِم خلالها في لبنان  لشهر متواصل واحد، ويحتفظ  بتكليفه "جكارة" رغم النار والدولار والحصار والانهيار ونكاية بالتيار، فيجيء إلى لبنان بضعة أيام ويغادر بلا جدوى ولا حكومة ولا من يستوزرون، وينشغل اللبنانيون أياما بعودة الحريري وأياما أخرى بسفر الحريري، ويزور الرئيس بري ويستمهله الإعتذار، ويستمهله التأليف ويستكملا معا سياسة النكايات على حساب الدولة المنهوبة والمصلوبة والمنكوبة، وعلى حساب الشعب الأبكم والأصم، والمشغول فقط بالتعبير على وسائل التواصل الإجتماعي وبتركيب الصور والفيويوهات وأغنية "موطني" دائما حاضرة.

 

 

بعد عشرة أشهر يستعد الرئيس "المكلف" حسب آخر المؤشرات والتحليلات والتوقعات، يستعد للإعتذار وهو قاب قوسين ليلفظ أنفاسه الأخيرة وينهي بيديه ومن معه من مستشارين وأجهزة ودول ما يسمى ب "الحريرية السياسية" ورحم الله الشهيد رفيق الحريري .

 

 

هذا هو المشهد اليوم يقف البلد على شفير الهاوية فيما الرؤوس الكبيرة ما زالت حامية وبنادقها الصلاحيات والنكايات والكيد السياسي وحقوق المسيحيين، أما حقوق اللبنانيين ليست بذي أهميه.

 

الحريري ينتقم من باسيل، وبري ينتقم من عون، وباسيل ينتقم من بري وحزب الله إلى مزيد من الخطابات، والبلد والدولة والشعب إلى مزيد من الإنهيار والفراغ والتعطيل.

 

إقرأ أيضا : ثورة المهندسين وهندسة الثورة!!

 

 الحريري سيعتذر عن تشكيل الحكومة ولكن عليه أن يعتذر أولا من اللبنانيين جميعا على فشله، ولا مبالاته لأن عشرة أشهر من الضياع وانعدام المسؤولية، ولأن عشرة أشهر من الرحلات والسياحة السياسية وعشرة أشهر من النكد السياسي كانت كفيلة بترميم الوجع اللبناني، وبترميم آلام اللبنانيين، وكفيلة بإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

الحريري وغيره من اللاعبين بدم اللبنانيين سواء من رئيس ومسؤولين وشخصيات وأحزاب جميعم يجب أن يعتذروا من الشعب من الدولة ومن الوطن الذي أصبح مجرد سلعة بين يدي عصابات ومافيات لا يمكن أن تؤتمن على أي شيء وهي أصلا لم تترك أي شيء.