يبدو أنّ الجنّ كانت أكثر حكمةً ودرايةً من الإنس، عندما استمع نفرٌ منهم للوحي، فقالوا إنّا سمعنا قرآنا عجبا. ثم ما لبثوا أن تساءلوا:(وإنّا لا ندري أشرٌّ اُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربُّهم رشَدا) "الآية العاشرة من سورة الجن".ونحن اليوم لا ندري أشرٌ أراد بنا الإيرانيون أم رشدا؟ وكذلك الأتراك، وكذلك الروس، وكذلك الأمريكيون. وكُنّا على يقينٍ بأنّ الإسرائيليين لا يُضمرون لنا إلا الشّر، فبتنا في حيرة من أمرنا، بعد الذى عانيناه من ذوي القُربى، وحكّامنا الذين أثروا من لحمنا الحي. وما نزل بنا من إخوان الدين. ورفاقنا الأمميّين، وأبناءُ جِلدتنا الأقربين، وبتنا لا ندري ما يُضمره لمصر مرشدو الإخوان وجماعاتهم، ولا ما يضمرُه من نصّب نفسه خليفةً للمسلمين في الموصل، قبل هلاكه بحمد الله تعالى، ولا ما يُضمرُهُ بشار الأسد الصامد بفضل العون الإيراني والدعم الروسي.

 

 

إقرأ أيضا : الأنظمة العسكرية والحركات الأصولية..

 

 


ووصل الأمر بنا إلى حد أنّ الجار لم يعد يعلم ما يضمرُه جارُه، ولا تعرف امرأةٌ  وأبناؤها ما يضمره زوجُها (سارة الأمين وأخواتها).أو ما تُضمره زوجةٌ لزوجها وأبنائه(ما لايُحصى من الأمثلة). أو ما يُضمره العاقلُ لنفسه، بعد أن تأمره بالسوء (الرئيس عون وصهره جبران باسيل)، ذلك أنّ النفس أمّارةٌ بالسوء.أو كما قال صلاح عبد الصّبور:

 

هذا زمنُ الحقّ الضائع

لا يعرفُ فيه مقتولٌ من قاتلُهُ، ومتى قتلَه،

ورؤوسُ الناس على جثث الحيوانات

ورؤوس الحيوانات على جثث الناس

فتحسّس رأسك!

فتحسّس رأسك!