اعتبرت وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الاعمال الدكتور منال عبد الصمد نجد، في حديث الى تلفزيون لبنان، "ان ظروف لبنان صعبة جدا، هناك دعم من الخارج ومن الدول العربية، ولكن للاسف ما زلنا نبحث عن وزير بالزائد ووزير بالناقص، في وقت اصبحنا فيه نبحث عن وجود او عدم وجود البلد".

 

وقالت: "ان وجودنا في مؤتمر وزراء الاعلام العرب في جامعة الدول العربية مهم، فمن الضروري التركيز على الدور المحوري العربي ووجود لبنان ضمنه، ونحن نحاول تثبيت وموقعنا. يعز علينا رؤية مقعد الدولة السورية فارغا في القمة، اما القضية الفلسطينية فهي الابرز وهي محور كل الاحاديث والقضية الدائمة".

 

اضافت: "طرحنا في مجلس وزراء الاعلام العرب ان تتحول التوصيات الى أفعال وتترجم الى مشاريع، وكان هدفنا هذه السنة الاعلام الإلكتروني الذي يشهد فوضى كبيرة مع التركيز على تحدياته، وتم تشكيل لجنة للاعلام الإلكتروني برئاسة الاردن وعضوية لبنان والسعودية والكويت وموريتانيا للبحث في كيفية معالجة المشاكل التي تتمحور حول ايرادات وسائل الاعلام المتضائلة، نتيجة انخفاض الاعلانات والتي تحل مكانها ايرادات شركات التكنولوجية الكبرى. وبالتالي، هناك ربح مالي سائب لوسائل الاعلام اللبنانية وغيرها، ومن الضروري ان نبحث فيه وهذا يتطلب تنظيم العلاقة مع شركات التكنولوجيا العالمية. من الضروري ان نبحث في الربح المالي للدولة وللخزينة اللبنانية لان هذه الاعلانات على وسائل التكنولوجيا العالمية تأخذ من أمام خزينة الدولة ووسائل الاعلام، ومن الضروري ايجاد ضريبة على هذه الايرادات وتخصيص جزء منها لمساعدة الاعلام اللبناني".

 

وتابعت: "أما الشق الثاني، فيتمثل في ان يتماشى محتوى وسائل التواصل الاجتماعي مع القوانين الوطنية والعربية، ومن الضروري تنظيم هذا الشق القانوني لحظر الامور التي لا تسمح بها قوانيننا".

 

وأوضحت "ان المهلة المعطاة للجنة الاعلام الإلكتروني التي تشكلت هي حتى الفصل الثالث من العام 2021 للخروج بتوصيات تعرض على جامعة الدول العربية لاقرارها، ويجب ان تشكل هذه المدة حدا فاصلا لتعديل قوانيننا وتنظيم الاتفاقيات الثنائية او المتعددة مع الشركات الكبرى لتنظيم هذا القطاع".

 

وأشارت الى "التهديدات والضرر من الالعاب الاكترونية والابتزاز الجنسي على المجتمع، وهذا الاخير زاد بحسب احصاءات قوى الامن الداخلي نحو 800 بالمئة في لبنان. ومن الضروري وجود توعية اعلامية حول هذه المواضيع والمخاطر المتأتية عنها".

 

وعن لقاءاتها في مجلس وزراء الاعلام العرب في جامعة الدول العربية، قالت: "هي لقاءات ضرورية، لان كل ما يحكى على الاعلام لا يكون له نفس الوقع كما هو الحال عندما يحصل الاجتماع شخصيا حيث يتم ايصال الافكار بشكل دقيق لتبادل الافكار والمشاريع وبحث التعاون. نحن وجدنا نقاط التقاء بيننا وبين تلك الدول والكثير من النقاط التي يمكن ان نتشارك فيها بمشاريع رائدة تخدم دولنا، منها جولتي في مقر "الهيئة الوطنية للاعلام" برئاسة حسين يونس والتي تدير اكثر من 45 محطة تلفزيونية، وفي مدينة الاعلام التي هي عبارة عن شركة خاصة تمتلك الدولة فيها نسبة معينة. وكان هناك تجاوب من الهيئة الوطنية لاقامة مشاريع انتاج مشتركة تلفزيوني او اذاعي او حتى دراما مع تميز الاذاعة الوطنية في البلدين والاستديوهات التي نمتلكها، فهم لديهم استديو ام كلثوم ومحمد عبدالوهاب ونحن استديو فيروز وبالتالي هناك الكثير من نقاط الالتقاء".

 

اضافت: "من جملة المشاريع التي طرحناها إقامة بث مباشر بين مصر ولبنان في مواضيع تهم الدول العربية ومجتمعاتنا وتبادل الاخبار العربية بين الدول، لا ان تكون محصورة بدولة لا يعرف باقي الدول عنها شيئا".

 

وتابعت: "قمنا بجولة في المدينة الاعلامية التي تمتد على مساحة مليوني متر مربع، وهي عبارة عن 71 استديو مفتوح، وتعرفت على استديوهات ذات تقنية عالية، وشجعنا على وجود شراكة مع هيئات الانتاج في تلك المدينة لاقامة عمل درامي مشترك او شراكة اعلامية والاستفادة من خبرتهم في الارشفة وكيفية الحفاظ على التراث الاعلامي وكيفية مساعدة تلفزيون لبنان في هذا الموضوع، وهناك توجه لعقد شراكات مع تلفزيون لبنان في امور عدة سواء الانتاج الدرامي او الارشفة".

 

ولفتت الى "ان الهيكلية الاعلامية في مصر مهمة، ومدينة الاعلام هي التي تشجع على استقطاب الرساميل والاستثمارات الاعلامية من الخارج من خلال تأمين الارضية والحوافز للمنتجين"، وقالت: "التركيز في لبنان يجب ان يكون على الحوافز من خلال تسهيلات ضريبية تعطى للمستثمرين الاعلاميين، والرصيد الاعلامي الكبير للبلدين يدعونا للتضامن للوصول الى انتاج مشترك. وهذا الامر ينطبق على باقي الدول العربية، ووزير الاعلام السعودي ابدى تعاونا بالغا لمساعدة لبنان في الشق الاعلامي وكيفية النهوض بهذا القطاع، وكذلك الكويت والامارات التي هيكليتها الاعلامية ايضا مهمة".

 

وأعلنت عبد الصمد انه "حصل اجماع على اقتراحين من وزارة الاعلام اللبنانية الى جامعة الدول العربية وهو امر نادر ان يحصل. الاقتراح الاول جائزة بيروت للانسانية هدفها الاساسي ينبع من ذكرى انفجار بيروت الذي حرك ضمائر ومشاعر العالم، وبالتالي من الضروري ان تلعب السلطة الرابعة دورها لتأمين العدالة والحق والاضاءة على الحقائق. وطلبنا ان تكرس الجائزة لكل عمل صحافي لبناني او عربي يطال انفجار بيروت يراعي الموضوعية الاعلامية ويدعو للانسانية واحقاق الحق والعدالة، وانا اقترحتها لمرة واحدة فقط وهي عبارة عن مواساة لاهالي الضحايا والمتضررين من الانفجار على ان تختار لجنة محايدة المرشحين وان تعطى الجائزة الى اشخاص وليس الى وسيلة اعلامية".

 

وقالت: "ان الاعلان عن بيروت عاصمة للاعلام العربي لعام 2023 هو دعم معنوي كبير للبنان ولبيروت، وله بعد استراتيجي وهو يكرس بيروت مركزا للاعلام العربي ويشجع الاستثمار في القطاعات الاعلامية ويخلق فرص عمل للاعلاميين من خلال التلاقي بين المستثمرين في القطاع الاعلامي وبين الاعلام اللبناني".

 

اضافت: "لقد اعددنا نوعا من الدعم المعنوي عبر اظهار بيروت كعاصمة للاعلام العربي وهو دور ريادي للاعلام اللبناني الذي سينتعش من خلال المشاريع الاستثمارية ومن خلال شراكات في الدراما وفي البرامج التلفزيونية والاذاعية في التدريب الاعلامي، وبذلك نكون تمكنا من تحقيق قطاع اعلامي منتج".

 

وأشارت الى "ان الاعلام اللبناني يعاني ويمر بظروف صعبة، ومن الضروري تعاون الجميع، واعلان بيروت كعاصمة للاعلام العربي يتطلب تضافر كل الجهود، وسنشكل لجنة وزارية تشمل وزارات السياحة والثقافة والاشغال. ويجب مشاركة وسائل الاعلام الخاصة والعامة في التشجيع على اظهار صورة لبنان بأفضل حلة".