قد يقول قائل ماذا أراد السيد من وراء إطلاقه وعودا هو يعلم إستحالة الايفاء بها؟ وأليس هذا الامر قد يخدش صورته ومصداقيته أمام جمهوره على الاقل،
الجواب على هذه الخشية، لا يحتاج إلى كثير إعمال عقل، فجمهور السيد حاضر للتبرير وفلسفة وتحليل نكثه بالوعود بمبررات وحجج قد لا تخطر على بال السيد نفسه، ولنا بوعد محاربة الفساد التي خاض الحزب ألانتخابات ألاخيرة وحصد أصوات الناس بناءا على هذا الوعد، فيما وبكل بساطة، قد تبرأ منها السيد بعد الانتهاء من ألانتخابات بدون أي حراجة.
حتى لا أكتب عن موضوع البنزين القادم من إيران، بحسب ما وعد أمين عام حزب الله جمهوره بالأمس متحديا بذلك "الدولة" التي يمسك هو بمفاصلها، ومتحديا كذلك أميركا و"حصارها " الغير موجود أصلا على لبنان، بل الحصار المطبق هو على إيران، أما لبنان فبإمكانه أن يستورد، وهو يستورد بكل بساطة ومن كل دول العالم بدون اي عائق
وحتى لا تكون مقالتي هذه مبنية على فرضيات أو تحليل متسرّع وإن كان مبنيا على امور بديهية ليس أقلها، عدم وجود من يستطيع في لبنان أن يمنع السيد أو يسمح له!
أو إمكانية أن يستجلب السيد البنزين. الايراني وإدخاله إلى لبنان بنفس الطريقة التي يدخل بها صواريخه ومعاشات مقاتليه والتي لا تحتاج إذنا من احد، او حتى إمكانية التنسيق مع حليفه الاكبر" أبو علي بوتين" الذي كان أقنعه سليماني بضرورة التدخل بالحرب السورية بكل ما لهذا الدخول من تبعات وتكاليف باهظة، فيقنعه السيد الآن بما هو اقل من ذلك بكثير وضرورة حل أزمة البنزين في كل من سوريا ولبنان.
رميت كل هذه الفرضيات البديهية جانبا، واستنجدت بمحرك البحث، وما أن كتبت عبارة ( البنزين في ايران )، حتى ظهرت أمامي عشرات المقالات ذات الصلة، والتي تتحدث عن أزمة بنزين تعيشها ايران نفسها، والملفت أن معظم هذه المقالات والاخبار واردة من مصادر إعلامية ووكالات انباء صديقة لإيران أو من الوكالة الايرانية الرسمية
إقرأ أيضا : إذلال ونص!!
سأٔزود القارئ العزيز بالقليل من العناوين الواردة بالموضوع، واترك له بعدئذ الحكم على وعد السيد،
- عام 2019 المجلس الاقتصادي الاعلى في إيران يقر خطة تقنين ورفع أسعار البنزين
- رغم الاحتجاجات ... قيادة ايران تقرر تطبيق خطة رفع أسعار البنزين بالكامل
- زيادة سعر البنزين لغاية 50% وبنسبة 300 % لمن يتجاوز الحصة الشهرية التي تدعمها الدولة
- اعتماد نظام التقنين من خلال إستخدام بطاقات شراء الوقود المطلوبة للسيارات، ويسمح ألان لكل سيارة خاصة شراء 60 ليترا من الوقود شهريا بسعر 15 الف ريال للتر الواحد.
هذه الحقائق وغيرها الكثير، لا بد هي ليست خافية عن السيد، وهو المدرك تماما أن إستقدام البنزين الايراني دونه خرط القتاد، ولو كان ممكنا لما تأخر السيد بإستصدار "بطاقة ابو ذر" للمحروقات، على غرار بطاقة " السجاد " للمواد الغذائية القادمة هي الاخرى من إيران بدون إستئذان أحد ومن خلال معابر السيد الخاصة بين لبنان وسوريا.
قد يقول قائل هنا، ماذا أراد السيد إذن من وراء إطلاقه وعودا هو يعلم إستحالة الايفاء بها؟ وأليس هذا الامر قد يخدش صورته ومصداقيته أمام جمهوره على الاقل،
الجواب على هذه الخشية، لا يحتاج إلى كثير إعمال عقل، فجمهور السيد حاضر للتبرير وفلسفة وتحليل نكثه بالوعود بمبررات وحجج قد لا تخطر على بال السيد نفسه، ولنا بوعد محاربة الفساد التي خاض الحزب ألانتخابات ألاخيرة وحصد أصوات الناس بناءا على هذا الوعد، فيما وبكل بساطة، قد تبرأ منها السيد بعد الانتهاء من ألانتخابات بدون أي حراجة، وكذلك سيكون حال البنزين الايراني " المنتظر "، فإن المانع من وصوله الى سيارات الجمهور، هي بكل تأكيد ستكون اميركا وأتباعها في لبنان،،، والى حينه سينتشي هذا الجمهور بعظمة وحكمة القيادة التي تسهر على تأمين حاجاته " خطابيا "، وكفى الله الحزبيين شر التفكير .