قد تنطلي هذه الخدعة على بعض السذج والبسطاء، ولفترة قصيرة ولكن ولأن الموضوع هذه المرة يطال حياة المواطن واطفاله بشكل مباشر فأنا أعتقد أن مصير هذه الاكذوبة لن تعمّر طويلا كما سابقاتها، وسنسمع في الايام القادمة ردا بديهيا من اشرف الناس يقول : مبلا يا سيد هيدا اذلال ونص .
 

يعمد حزب الله في كل مرة  يأخذ فيها البلاد والعباد إلى كارثة تنتج عن خياراته السياسية وتحالفاته التي تخدم مشروعه الحزبي على حساب مصلحة الوطن والمواطنيين، إلى تحوير الحقائق وإلى تقديس الوهم وزرع الاكاذيب من خلال خداع يطفئ فيه نور الحقيقة.

 

 

فكما كانت نُصرة الطاغية بشار الاسد وتثبيته في حكم سوريا على جماجم أطفال ونساء السوريين، وملايين المسجونين وفوق الدمار والدم، جعل من جريمة هذه النصرة المستنكرة والفظيعة، أمرا مقدسا حين رفع فوق رماح حربه مقام السيدة زينب عليها السلام، وحوّل الدفاع عن بشار وأسماء الاسد، دفاعا عن السيدة زينب ومنع سبيها مرة ثانية !! 

 


ألآن، يحاول تحوير حقيقة ألازمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعيشها اللبنانيون، إلى معركة مع اميركا وإسرائيل والسعودية! ويبث عبر صفحات مناصريه معادلة هميونية ما أنزل الله بها من سلطان تقول أن ما نحن فيه وما نعانيه كلبنانيين من إذلال وفقر وعوز، نتيجة فساد الفاسدين وسرقة السارقين ( وهذا ما يعرفه حتى الرضيع في لبنان ما عدا جمهور حزب الله او بعضه)، يجعل منها وجه من وجوه “ المقاومة “، فيصرّ بدون اي منطق إشاعة أن الازمة وما نحن فيه، هي نتيجة "حصار أميركي سعودي" وأن الوقوف الطويل تحت الشمس في الطابور من اجل شراء القليل من البنزين لسيارتك او الدواء المقطوع او المستشفيات المتعثرة يُعد بنظر هذا الحزب هو نوع من أنواع الجهاد والمقاومة.

 

 

إقرأ أيضا : بري وفخ.. المبادرة؟

 


 
يحاول الحزب من خلال هذه الخديعة الجديدة، فضلا عن إطفاء جذوة الغضب التي بدأت تتسلل الى  شريحة كبيرة من مناصريه، وطرحهم السؤال الذي يخشى الاجابة عنه : لوين ماخدنا السيد ؟؟ كما صرخة : جعنا يا سيد ،، يحاول مرة جديدة الحزب ان يحمي حلفائه السياسيين المتورطين بالفساد والنهب والسرقات والصفقات، فيقول لمناصريه ان هؤلاء ليسو هم سبب تدهور أوضاعكم ومعاناتكم، ولكن السبب هو " اميركا "، وأن وقوفك أمام محطات البنزين الذي يُهرّب ويباع بالسوق السودا ليس مذلة وهوان ودوس للكرامة، وإنما هو "جهاد مقدس" !! 

 

 

قد تنطلي هذه الخدعة على بعض السذج والبسطاء، ولفترة قصيرة ولكن ولأن الموضوع هذه المرة يطال حياة المواطن واطفاله بشكل مباشر فأنا أعتقد أن مصير هذه الاكذوبة لن تعمّر طويلا كما سابقاتها، وسنسمع في الايام القادمة ردا بديهيا من " اشرف الناس " يقول : مبلا يا سيد هيدا اذلال ونص .