أعلن أصدقاء سورية في اجتماعهم الأخير، في الأردن، التزامهم بتأييد الثورة السورية، وبتوفير الدعم لها، وبتطبيق اتفاق جنيف الذي ينصَ كما فسَره المؤيَدون للمعارضة على تشكيل حكومة كاملة الصلاحيَات ،بما في ذلك المسائل المتعلقة بالأجهزة الأمنية، على أن المستقبل في سورية، لا يتسع للأسد .
هذا الأعلان، لا ينسجم مع الفهم الروسي الذي يعتبر أن اتفاق جنيف يضمن دوراً للأسد .لذا ثمًة مؤشر واضح على أنَ المؤتمر الذي تدعو اليه كلَ من واشنطن وموسكو مجرد استعراض يرضي محاولات تسعى الى الى اتمام صفقة سياسية على حساب الشعب السوري . 
اذاً، الحرب قائمة، وهي مستمرة، وبأبعاد متعددة طالما أنَ تدويل الأزمة قدَ أفضى الى تأزيم الوضع تبعاً لحساباتهم، وسياقات مصالحهم المفضية الى نزف سوري مفتوح على شرايين أخرى من أهل الجهاد الأسلامي، وبمذاهبه كافة، تحسيناً منهم لصراع لن يقف عند حدود سورية، بل سيتعداه ليشمل الرقع العربية والاسلامية .
كان جنيف \2 يحتاج الى ورقة قوية يحملها المندوب الروسي للتفاوض من موقع القوَة على الأسد . الاَ أنَ أحجام الخسائر، والكلفة العالية، والخسارة الفادحة، جرَاء صمود "مرتزقة"، و"قُطَاع" طرُق، بوجه جيش نظامي جُهز منذ أربعين سنة لمواجهة اسرائيل، واسترداد الجولان المحتل بأعتى الأسلحة السوفياتية والروسية، وقيادته التاريخية لدول التصدَي والصمود . كلَها أمور أسهمت في جعل الروسي مستاء من مؤتمر تحتشد فيه دول غير راغبة ببقاء الأسد في السلطة . 
زحمة هي الأحداث القادمة ، لا على سورية فحسب ، وانما على لبنان أيضاً، لذا باتت الرغبة اللبنانية بعدم الوقوع في فخ الحرب الداخلية، وجهة نظر ضعيفة ، وبات الرصاص الذي يُسمع في طرابلس نغماً ستستفيق عليه مناطق لبنانية أخرى ، لأن سخونة الدماء التي جرت وتجري في القصير، من شأنها استتحضار الأزمة السورية، وببعدها الطائفي والمذهبي، وبأبعادها السياسية ليخسر الجميع ، ويربح العدو الذي بدا صغيراً جداً أمام عداوة يحتشد في طيَاتها تاريخ كامل ، ومنتفخ بالدماء