لمناسبة انسداد الوضع الحكومي الثابت على أزماته منذ أكثر من ستة أشهر، ولجوء الرئيس عون للمجلس النيابي للخلاص من رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري،  وصولاً إلى درجة الإستحالة في التوفيق بين مطامع الرئيس عون، حامي حمى حقوق المسيحيين، والرئيس سعد الحريري حامي حمى حقوق المسلمين السُّنّة، والإستجابة لمطامح ونوازع حامي حقوق الفُرس والشيعة معاً على الأرض اللبنانية السيد حسن نصر الله، حبذا لو يعود نظام الإنتداب السوري، ولو لِليلة واحدة، فقد كان طيّب الله ذكراه، وأحسن مثواه، نظام وصاية بالمعنى الفعلي، وصاية على قاصرين، ليلة واحدة، علّها تكفي لولادة الحكومة العتيدة المُتعسّرة، وتكون قادرة على إحياء ترويكا جديدة فتيّة تُنظّم عمليات نهب المال العام والاثراء غير المشروع التي لا ضابط لها هذه الأيام الحالكة، ويستدعي "جنرالات" الحرب مع قادة "الإصلاح والتغيير"، ويصحبهم لفيفٌ من بقايا شخصيات يسارية وقومية، مصبوغة بالصباغ الطائفي والمذهبي إلى عنجر، وربما إلى فرع فلسطين الموجود في دمشق العروبة والمقاومة والممانعة، لتقريعهم والحدّ من غلوائهم، وإفهام من لم يفهم بعد، أنّنا دخلنا في زمنٍ لا مقاومة فيه ولا ممانعة، وإنّما هي أسماءٌ مُستعارة، وشُبُهات تصلح فقط للمناورة والمُراوغة والضحك على ذقون الجماهير "الغفورة" كما كان يقول طيّب الذكر الفنان الراحل فيلمون وهبي.

 

إقرأ أيضا : لماذا لا يسعى رئيسا الجمهورية والحكومة لكفّ يد وزير الخارجية الطائش؟