قبول إدارة بايدن العودة الى المفاوضات مع إيران وبداية التلاقي في فيينا شجعت على فتح حوارات جدية أو متماشية مع الذهنية الأميركية الجديدة ما بعد ترمب السيء الذكر فكانت ليبيا قيد الإنجاز لتفاهم طويل الأمد بين ورثة نظام معمر القذافي الذين حالت بينهم وبين السلام نيران أحقادهم وأطماعهم وسعيهم وراء مكاسب الحرب ومصالح الثروات باسم الثورات ليقدموا أسواء المشاهد الليبية من دمار وخراب ونزاعات على السلطة والمال .

 


وقد تقدّم العراق أكثر من خطوة تجاه خصومه العرب فكانت العلاقات مع الأردن عودة محسوبة الخطوة والممر الآمن تجاه المملكة العربية و الإمارات اللتين زودتا العراق بوعود إستثمارية واعدة بعودة ميمونة لعلاقات مطلوبة أميركياً ما بين دول الخليج و دولة العراق .

 


ثمّة طنين من ذكور النحل الإيراني في أذن العراق كي يطرح بإستمرار عودة سورية للجامعة العربية وإجراء المصالحة مع نظام الأسد بإعتبار أمن العراق من أمن سورية . لذا بمناسبة وبدون مناسبة يصرح ببغاء الدبلوماسية العراقية ما حُفّظ من كلمات إيرانية عن ضرورة فتح الحضن العربي لنظام بشّار وهذا ما يتماشى مع تدشين ورش الحوارات الجديدة وطرق الحلحلة المطلوبة ضمن مساحة يتفاعل معها متخاصمون بعيدة كل البعد عن الشروط والشروط المسبقة ولا تلبي متطلبات الإستمرار في الخصومات أو في الحروب .

 

 

إقرأ أيضا: الحكومة وحأحأة الحمار

 

 


تدفع الأمم المتحدة بناءً عن دعوة الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب في اليمن بتجدبد دعوات الحوار عبر ممثلها الذي يجول خالي الوفاض باعتبار الحل ليس بيد اليمنيين بقدر ما هو مرتبط بكل من إيران و السعودية وهذا ما ستعكسه طبيعة الحوارت السرية القديمة ومجرى الحوار المعلن ما بين الدولتين .

 


ثمّة إرتياح خاص عند اللبنانيين لعودة تنشيط الحوار ما بين المملكة والجمهورية الإسلامية لعلّ وعسى تُفرجُ إيجابية الحوار بين الدولتين عن قيام حكومة جديدة مدعومة من قبل إيران والسعودية لتلافي خطر الإستمرار بشلل حكومي وعطب سياسي ومرض إقتصادي لا إمكانية لأحد في لبنان على معالجته .

 


وهنا يكشف إنتظار المعنيين في لبنان لنضوج اتفاق إيراني - سعودي عن هويتنا كيمنيين لا كلبنانيين لعدم قدرتنا على دخول حوار مباشر مع بعضنا البعض دون عصا سورية أو رغبة إيرانية -سعودية تماماً كما هي أحوال اليمنيين الغير قادرين على معالجة حربهم بوسائل اتصال مباشر لإجراء حوار داخلي يلبي مصالح اليمن لا الدول المعنية في اليمن .

 


كما أن فتح قنوات اتصال مباشر بين تركيا ومصر لتصحيح الخلل القائم بين الدولتين على خلفيات كثيرة وفي صلبها جماعة الإخوان المسلمين التي شقّت عصا العلاقات الودية بين الدولتين تفرض هي الأخرى نمط النزعة الجديدة تجاه الحوار وتلبية متطلباته تأسيساً على مشروعية الحوار الذي أذنت به الإدارة الأميركية الجديدة كسياسة معتمدة ومتبعة لطيّ مرحلة من النزاعات و الحروب في ظل أجواء اقتصادية سيئة تهدّد العالم اذا ما استمر فيروسات الخلافات وكوفيد 19 لذا كانت دعوة التنابل للتحاور مجالاً حيوياً للتصالح على بركة الولايات المتحدة الأميركية .