في الخلاصة يمكن القول ان ما يجري اليوم ليس الا تعبيرا عن حقيقة ما يدبر لهذا البلد، خاصة وان هناك من يخطط لتغيير نمط حياة اللبنانيين وصورة لبنان الحضارية والسياحية والثقافية والموسيقية التي كانت الدافع الاول ليكون لبنان قبلة الشرق والغرب، والصراع اليوم بين من يطالب بحقه بالحرية الشخصية والحياة التي يطمح اليها على كل المستويات والحلم والمغامرة، وبين ثقافة الرضوخ للامر الواقع والاستبداد .
 

مع قرب وصول الوزير لودريان الى بيروت ، طغى الحديث حول اعتذار الرئيس المكلف من المهمة انطلاقاً من العراقيل القائمة بوجه عملية التأليف ، بالإضافة الى ضبابية الموقف الفرنسي بسبب تغيّر طروحاتها السياسية ومحاولتها لاسترضاء الجميع الامر الذي لا يصح قطعاً. 

 


أن اعتذار الحريري إن جاء من دون اتفاق كامل متكامل على تفاصيل المرحلة المقبلة فإنه سينعكس سلباً على مجمل الوضع العام في البلاد، ما يعني ضياع اكثر من 6 أشهر من عمر لبنان، كان بالإمكان الإستفادة منها في إطلاق عجلة الحلول، لكن للأسف حتى اللحظة لا يوجد أي اتفاق مماثل، وهذا يجعل ضرر الإعتذار أكبر من فوائده، خصوصاً  في ظل غياب أي تصوّر واضح لمرحلة ما بعد الإعتذار. 

 

 

في هذا السياق لا حلّ سوى بتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وبدل التلهّي في المعارك السياسية الجانبية لا بدّ من تركيز الجهود على تشكيل الحكومة. 

 


وهنا نردد مع ما قاله غبطة البطريرك الراعي في عظة الاحد، حيث دعا المسؤولين إلى  أن يسرعوا في الخروج من سجون شروطهم، وليتصفوا بالمناقبية والفروسية، وليعملوا بشرف وضمير وليسمعوا أنين الشعب. ولفت إلى أننا نخشى من أن يُنسى لبنان في مجاهل لعبة السلطة داخلياً، وفي صراع المحاور إقليمياً. 

 

 

الوضع في لبنان يتّجه إلى مزيد من الانهيار والتدهور، وهذا ما يؤشر الى صيفٌ ساخن، والسبب ليس كوارث الطبيعة، وإنما عجز السلطة عن انتاج الحلول حيث تتخلى الدولة عن دورها.

 


 
إنّ فساد الطبقة السياسية وتدهور الاقتصاد ووباء كورونا تعتبر من العوامل الأساسيّة التي تفاقم الأزمة في لبنان.

 


تشير التّوقعات إلى أنه بحلول نهاية الشّهر، ومع انتهاء شهر رمضان، ستنفد احتياطيات لبنان من النّقد الأجنبي، وتقل الإعانات المالية للأغذية الأساسية، لتعود الأسعار للارتفاع من جديد. 

 

إقرأ ايضا : لبنان : هل تولد الحكومة بظل التهدئة الخارجية ...

 

 

 

الشعب يصارع للبقاء. فالخراب والانهيار المالي على قدم وساق وبدأت ترتسم مؤشراته ، مع اشتداد الإعصار المالي ومع الاتجاه لرفع الدعم وغلاء الاسعار، من دون أي حلول جذرية أو انية تضع حدا للانهيار. 

 


الفقر لم يعد أرقاما أو دراسات، وآثاره تحيط باللبنانيين من كل الجهات، فالجميع تابع مشاهد الشجار بين اللبنانيين على مواد مدعومة علبة حليب، زيت، سكر،داخل المحال التجارية يعي جيدا أن الآتي أعظم، خاصة وأن الشوارع تتأجج بين الحين والأخرى وعند كل فرصة سانحة. 

 

 

هذه التطورات السلبية المتسارعة من شأنها أن تُضاعف تداعيات الانحدار المخيف، والذي يدخل مداراً خطراً الأسبوع المقبل مع زحف العتمة إلى مختلف المناطق اللبنانية، والاستعداد لرفع الدعم عن السلع الأساسية وتعثر مسار البطاقة التمويلية التي لن ترى النور في فترة وشيكة، بسبب الخلافات المستفحلة بين الأطراف التي تعمل على إنجازها منذ فترة ليست قصيرة . 

 

 

في الخلاصة يمكن القول  ان ما يجري اليوم ليس الا تعبيرا عن حقيقة ما يدبر لهذا البلد، خاصة وان هناك من يخطط لتغيير نمط حياة اللبنانيين وصورة لبنان الحضارية والسياحية والثقافية والموسيقية التي كانت الدافع الاول ليكون لبنان قبلة الشرق والغرب، والصراع اليوم بين من يطالب بحقه بالحرية الشخصية والحياة التي يطمح اليها على كل المستويات والحلم والمغامرة، وبين ثقافة الرضوخ للامر الواقع والاستبداد .