أكثر مايستفزُّني قولهم: دفعنا دماءً غالية ثمن صمودنا..وكرامتنا..ووجودنا.و..و..إلى ما لا نهاية من هذه المترادفات، وكأنّها دماء مُستوردة، أو دماء مُعبّأة بقوارير محفوظة، مدفوعة الثّمن ، كتلك التي يحويها بنك الدّم، أو أي مستشفى. لا يا سادة يا كرام، إنّها دماء الفقراء الساعين وراء لقمة عيشٍ مُرّة، دماء المناضلين الذين صدّقوا دعاويكم فانقادوا لها، ودماء المجاهدين الذين ما باعوا يوماً ولا اشتروا، فقبضّتُم حياتهم سلفاً، لقاء وعدٍ بجنّة ما زالت في علم الغيب، ولا يعرف أطول الفقهاء باعاً من يدخلها هذه الأيام، ومن تحرُم عليه.