وسط هذا الصمت والغموض الذي يرافقه، أثيرت علامات استفهام لدى مستويات سياسية مختلفة، حول سبب زيارة لودريان الى لبنان في هذه اللحظة، وتبلّغت «الجمهورية» من احد كبار المسؤولين قوله: بالتأكيد ليس ما يمنع ابداً حضور الوزير لودريان الى لبنان، لكن حتى الآن لا أعرف لماذا سيأتي وماذا يحمل وماذا سيقدم؟ خصوصاً انّ المعطيات المتوفرة لا توحي بامتلاك باريس اي امر نوعي مختلف عما كان لديها في السابق، ليمكنها من الدفع في المبادرة الفرنسية الى حيز التنفيذ الفوري وتشكيل حكومة على اساسها.

 

وردا على سؤال عما اذا كانت باريس قد قررت الدخول في مواجهة على الحلبة اللبنانية، سأل المسؤول الكبير: مواجهة بينها وبين من؟ حتى في موضوع العقوبات فإنّ باريس تحاذر حتى الآن المجاهرة بها او بمن شملت او بحجمها.


 
 

اضاف: لا اعتقد ان باريس بصدد الانتقال من كونها عامل استقرار في لبنان، وهو ما عبّرت عنه في التفاتتها تجاه لبنان، بعد انفجار مرفأ بيروت وإطلاق مبادرتها الانقاذية، الى مهدد للاستقرار فيه.

 

واكد المسؤول الكبير ان اولوية باريس انجاح مبادرتها واعادة تزخيمها، وبالتالي ووفق ما هو واضح على الخط الفرنسي، فإن باريس ليست في صدد مواجهة من شأنها ان تهدد الاستقرار في لبنان. قد ترفع نبرتها قليلاً انما ليس الى الحد الذي يقود الى مواجهة. من هنا، فإنّ زيارة لودريان لن تأتي بالحل معها، بل هي قد لا تخرج عن سياق التمنيات الفرنسية على الاطراف في لبنان للالتزام بالمبادرة الفرنسية وتشكيل حكومة على اساسها.

 

واعتبر المسؤول الكبير انّه قد حُمِّلت الزيارة قبل حصولها اكثر مما تحتمل، وجرى تصويرها على انها ستُحدث نقلة نوعية في لبنان، والشريحة الواسعة من اللبنانيين باتت تترقّب ما سيتأتى عنها. وهذه الشريحة ستصاب بالخيبة حتماً لأنها لن تقدم شيئاً اكثر من كلام قديم تكراراً للدعوات باسم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للايفاء بالتزاماتهم.