هل يمكن إحياء قوى يسارية جديدة في العالم العربي؟ دون إحياء القوى الحيّة المؤمنة بالقومية العربية؟.سؤال لا بد من التوقف عنده.فما يشهده العالم العربي من تمزُّقٍ مريع يعود إلى ما بعد نكبة 1967،حيث تراجعت منذ السبعينيات فكرة القومية العربية، مترافقةً مع صعود التيارات الإسلاموية القوية في مصر والسودان والجزائر والخليج العربي، وانضمت اليهم إسلاموية الخميني، التي تسّربت إلى لبنان والعالم العربي.فالفكر الإسلامي الأصولي، الذي كان محاصراً في الجزيرة العربية إبان الحقبة الناصرية والبعثية،خرج فاتحاً ومُبشّراً في أقطار المشرق العربي ومغربه،معزّزاً بالطفرة النفطية المالية التي راحت تُنفق ببذخٍ على تيّاراته ومؤسساته ومطبوعاته وجماعاته ومساجده ورِباطاته.وها هو اليوم يسرح ويمرح في طول العالم العربي وعرضه.زارعاً فوضى مسلحة،وناشراً قِيماً دينية مُتخلّفة، ونتفاً مبعثرة من حداثةٍ تقنية، وافدة على تراثٍ ظنّ المسلمون أنّ الزمن قد باعد بينهم وبينه. وإذ تمكن الاسلام الخميني من الانتشار في لبنان والعراق واليمن وأخيرا في سوريا، نمت فتنة مذهبية تعود جذورها إلى بواكير الاسلام.وما زال الاخوان المسلمون يعيثون فساداً في جسم الأمة العربية.في هذا الخِضم، هل يمكن لما تبقّى من قوىً يسارية، أن تسبح ضد التيار؟وتتلمس منفذاً لولادةٍ متعسرة منذ زمن الهزائم، والحروب الأهلية المتناسلة من بعضها البعض؟

 

إقرأ أيضا : ميركل سيدة العالم الناجحة تترك الحكم، وحكامنا الفاسدون على كراسيهم.