يبدو الفارق كبير مابين طبيعة الاعلام المصرى واعلام الغرب ومن واقع الدراسات العلميه المتخصصه والممزوجه بالمعايشه لكوادر مصريه فى مجال الاعلام الاكاديمى تتضح الصوره والبون شكلا ومضمونا مابين اليات العمل التى يتميز بها الاعلام العربى ونظيره الغربى

وفى هذه المقابله التى اجراها موقع " لبنان الجديد" مع د. عادل رفعت وكيل كلية الاعلام بجامعة المنوفيه لشئون الدراسات العليا والبحوث ومن واقع خبراته وتجاربه بمعايشة مؤسسات اعلاميه غربيه ولاسيما بالولايات المتحده الامريكيه  تاتى النظره التحليليه والتى اشار من خلالها الى ان الفارق الكبير القائم حاليا مابين المنظومه الاعلاميه فى مصر وغيرها من المنظومات الاعلاميه الغربيه كالولايات المتحده الامريكيه وفرنسا وبريطانيا انما  يكمن فى اختلاف الثقافات فضلا عن اعتماد الاعلام فى مصر على 3 محاور اساسيه تتمثل فى الاعلام المؤمن والخاضع لاشراف " حكومى" منذ ثورة 1952 وتاميم مؤسسات الاعلام الكبيره التى كانت بارزه فى هذا الوقت حيث تم انشاء الاذاعه المصريه بقرار حكومى وتلاها ظهور التلفزيون وهذا جعلنا نكتسب طابع اعلامى مختلف عن النظم الاعلاميه الغربيه

 

واشار د. " رفعت" الى ان الاعلام فى الغرب كما هو النموذج الحاضر بالولايات المتحده الامريكيه فانه اعلام ذو نكهه خاصه وغير " حكوميه " لافتا الى ان مصر شهدت ايضا نماذج اخرى من الاعلام ومنها على سبيل المثال ظهور الاعلام "الحزبى" ويمثل فصيل مختلف بالاضافه للاعلام "الخاص" فى مصر الا ان الاختلاف هنا " شكلى" وليس اختلاف فى الاداء

 

وكشف د. عادل رفعت من واقع تجربته العمليه ومعايشتة للاعلام الامريكى خلال فترة تواجده بالولايات المتحده عن سمات المجتمع الامريكى المتحرر بطبعه بينما المجتمعات العربيه وفى الطليعه منها مصر فتتسم بمجتمع محافظ بطبيعته ومن ثم فان هناك ضوابط لايقبلها مجتمعنا العربى على النقيض من المجتمعات الغربيه ومنها بطبيعة الحال المجتمع الامريكى ونحن كمواطنين عرب هناك مفاهيم عن الحريات لانقبلها فى اوساطنا المجتمعيه ومن هنا ياتى الفارق بحكم الثقافات المحليه المتفاوته

 

 

 

واوضح د. " رفعت" انه لم يلاحظ فارقا شاسعا من حيث الية الاداء الاعلامى مابين الاعلام المصرى والامريكى الا ان الفارق هنا وماينقص الاعلام العربى والمصرى هو افتقاده لمساحه واسعه من الحريات ومصادر المعلومات المختلفه علما بان الحريه قائمه فى امكانية حصول الصحافه على المعلومات المطلوبه الا ان الحجب هنا انما ياتى من خلال مسلك شخصى من قبل المسؤلين وذلك بطرق غير شرعيه ومخالفه للقانون خوفا من الحاق الضرر بهم حال الكشف عنها على غير الواقع

 

والمح وكيل كلية الاعلام للدراسات العليا الى ان اشكالية الاعلام المصرى تتمثل فى الاعلام المملوك للدوله والذى يتطلب اعادة هيكله ومن ذلك على سبيل المثال " ماسبيرو" والمؤسسات الصحفيه  القوميه والتى تتطلب اعادة النظر فى الاصدارات التى تصدر عنها ولاسيما الورقيه منها ويتطلب الاصلاح هنا اعتماد خطط ورؤى بعيدة المدى واعداد اعلامين يكون لديهم القدره على مواجهة المستجدات خلال العقود القادمه فهذا يعد من اكبر التحديات التى يواجهها الاعلام بصفه عامه ومن هنا فالرهان الاكبر ينصب على تخريج دفعات من طلاب الاعلام وثقلهم واعدادهم بالشكل الامثل حتى يكون لهم القدره على احداث التغيير الشامل واللازم لاليات الاعلام بصوره اكثر احترافيه من اجل مستقبل افضل لمصر ودعما لبرامج الدوله فى تحقيق اهداف التنميه المستدامه.