اشار رئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​ الى ان ​روسيا​ حققت التوازن في ​سوريا​ واصبحت عمليا جارة ​لبنان​، ومن هنا طرحنا افكارنا خلال هذه الزيارة في ما نراه من دور على هذا المستوى ربطا بلبنان ومشرقيته ودوره السياسي والاقتصادي.


ولفت باسيل في حديث الى اذاعة "سبوتنيك" الروسية، الى انه رأينا تفهما روسيا كبيرا لطروحاتنا لا بل مجالا لوضع تصور مشترك لهذه الافكار واعتبر زيارتي لروسيا استراتيجية بامتياز وقد حققت غرضها بشكل واسع. واعتبر بان روسيا يمكنها ان تقدم الدور الحيادي المساعد للبنان، فهو ليس بحاجة لمن يتدخل في شؤونه الداخلية وموسكو لا تقوم بهذا الامر. موضحا بان لبنان بحاجة الى من ينصفه وينصف المكونات في داخله، وموسكو يمكنها ان تشكل عاملا مساعدا للحفاظ على الاستقرار الذي يحقق اصلاحات داخلية.

 

 

وراى بانه يمكن لموسكو ان تقدم المساعدة دوليا على تفهم وضع لبنان وتقديم برامج الدعم الاقتصادي والمالي له، ونحن اليوم لسنا في معركة حصص فالموضوع هو مستقبل لبنان السياسي والاقتصادي والمالي والآن القضية هي وجود لبنان. متسائلا "هل يمكن لأحد بعد الذي جرى ان يحتكر الحكم والحكومة في لبنان وان يأخذه في نفس الاتجاهات السياسية والاقتصادية والمالية التي كان فيها سابقا؟ نحن كتيار تخلينا عن الحصص وقلنا اننا لا نريد ان نكون في الحكومة.

 

 

واوضح بانه الاهم اليوم هو اي نموذج اقتصادي يراد للبنان؟ وهل نموذج التسعينات يعيد بناء لبنان ام نموذج آخر يقوم على الانتاج والاقتصاد الاستثماري؟ نحن اليوم علينا ان ننطلق لتأسيس نظام سياسي جديد عن طريق الحوار لأن النظام الحالي فشل، ولكن حتى ذلك الحين علينا ان ننهض اقتصاديا وماليا بشكل متوازن دون طغيان ال​سياسة​ الاقتصادية والمالية التي جعلت البلد ينهار. اضاف قائلا "لدينا خطة اقتصادية ومالية كاملة نشرناها مفصلة وخطة متكاملة لاعادة اموال المودعين ولو بشكل جزئي ومتدرج لاعادة تكوين المؤونة المالية اللازمة في لبنان".

 

 

واعتبر رئيس تكتل لبنان القوي بان لبنان ليس بلدا فقيرا بل هو بلد افلس جراء سياسات معينة وعند تصحيحها ينهض من جديد، ونحن ندعي اننا نملك خطة كاملة على كل الصعد ولكن هناك من لا يريد الاصلاح ولا يمكن بناء لبنان بوجود الفساد ونفس الفاسدين. وشدد على ان ما يعوق تشكيل الحكومة هو الرغبة بالسيطرة والاستمرار بالسياسات الماضية نفسها ورفض الخطوات الاصلاحية الاجرائية مثل التدقيق الجنائي.

 

 

واشار الى ان رئيس الجمهورية ونحن لا نرى اين المصلحة في عدم وجود حكومة، لكن المطلوب حكومة تريد الاصلاح وليس استمرار الفساد ولا يمكن ان نستمر على هذا المنوال. وراى بانه باستطاعة المجتمع الدولي وبلد كروسيا المساعدة ليس بتفاصيل الحكومة بل في فرض فكرة قيام حكومة بالضغط على من يتلاعب بموضوع الوقت والاصول الدستورية والميثاقية لكي يأتي الى الطاولة والحوار ويتوقف عن الهرب من الوقائع.

 

 

وتابع باسيل "تحدثت في روسيا عن سوق مشرقي يكون لبنان في قلبه ويضم العراق وسوريا والاردن وفلسطين في نهاية المطاف، ويتعاون مع الآخرين ولهذا السوق الكثير من المقومات". وارى مصلحة سوريا في عودة النازحين لكن هناك بعض اللبنانيين والمجتمع الدولي لا يريد للعودة ان تتم واعتقد ان الانتخابات الرئاسية السورية ستسرعها.

 

 

في موضوع الحدود البحرية مع سوريا، قال "طبعا هناك مشكلة وعلينا ان نحلها بالحوار ولكن على جميع اللبنانيين ان يأتوا الى هذا الحوار... فإذا كنا نقبل ان نتكلم مع اسرائيل ولو بالواسطة فهل نرفض ان نتكلم مع سوريا؟ ما هذا العقل السياسي المريض الذي يضر بمصالح لبنان لإرضاء الخارج؟ ونحن لا نريد وسطاء بيننا وبين السوريين وطلبنا من الجانب الروسي اقناع اللبنانيين المحجمين عن هذا الحوار ليدركوا مصالح بلدهم.

 

 

اضاف "لا اعرف ماذا سيطرح الوسيط الاميركي الاسبوع المقبل في موضوع الحدود البحرية الجنوبية، لكن اعرف ماذا نريد نحن كتيار وما نعتبره مصلحة لبنان والاستقرار في المنطقة، ونحن نريد من ملف الغاز ان يحقق الاستقرار لا ان يسبب الحروب ولكي يكون هذا الاستقرار يجب ان يسمح للبنان ولاسرائيل كل على حدوده ومن جهته ان يقوم بالاستثمار والانتاج اللازم وان تكون الحدود مرسمة وفق القانون الدولي بمساعدة خبراء وشركة دولية بلا تطبيع اقتصادي ولا سلام اقتصادي". واكد بانه لا يمكن ان تبقى اسرائيل تنتج النفط والغاز ونحن نتفرج، وعلى لبنان ان ينتج ايضا وكما ان لبنان لا يعتدي على احد لا يمكن السماح لاسرائيل بأن تعتدي عليه والتوازن والحقوق والقوانين الدولية تحقق هذا الامر الى ان تعيد لنا اسرائيل كامل حقوقنا في الارض ووقف التعديات.

وفي نشاطه، عقد باسيل حوارا روحانيا انسانيا مع ممثل الكنيسة الأنطاكية في روسيا المطران نيفون صيقلي، وصلاة الجمعة العظيمة على نية قيامة لبنان.