يا عِمَّة الصدق، ويا عِمامة الصلاة والطهارة، قرب عينيك راغب حرب، قرأنا قرآن الفجر، واكتشفنا أنفسنا، كلما جئتنا إلى قرانا العاملية، متفقِّداً حقول المزارعين والعاملين في زراعة التبغ والدخان، فكنَّا نُبعث من جديد، كلما اقتربنا من بساط جُبتك المطرَّزة بخيطان الفقراء، كأننا ننتشر في مشاتل الورد...

 


راغب حرب.. يا ورد جبشيت والجنوب، ويا حاضن أيتام الحسين (ع)، ويا دعاء المؤمنين الشرفاء، والمجاهدين المخلصين، أشهد يا شيخ الله بحق، أنك أكثر غيمات الله مطراً تروي العطاشى من الظمأ، يا شيخ التقوى والورع عن محارم الله وعن الشبهات، أشهد أنك أكثر أشجار الله ظلاً، وأكثر الجنَّات عطراً، نشتمها لنلتمس عبق الدين والعفة والطهارة والولاء والتمسك بنهج أميرنا علي (ع).... 

 


أظن يا عباءة الدين، والظن هنا يا شيخنا، متاخم لليقين، بأننا ولدنا على الصدق والعفة، منذ تلك اللحظة التي رأيناك فيها، وأنت تدخل بيوت الشرفاء والمؤمنين، مطأطئ الرأس خوفاً من الله على حريمه، ورأيناك وأنت تشارك العاملين وهم يحرثون مواسمهم، ويُعشِّبون حقول أعمارهم، في أشواك الوجع، وعظام الدمع، وشمع الأصابع..

 


جبشيت.. يا بيدر الحَب والقمح، وراغب الحُب، ورغبة الشهادة، يا قبلة الأرض، وكعبة المؤمنين الأوفياء، كنَّا نحجُّ إليك صغاراً لنزداد من عمائمك النظيفة، ونتزوَّد كباراً من كبارك المجاهدين والطيبين والأيادي الشريفة، وسعينا بين أركانكِ لنشرب من بئر الشرفاء ماء غنىً، ونرجم أصنام الطواغيت، المخادعين اللصوصيين، فقرأنا من سور عمائمك الطاهرة وآيات  راغب حرب.. 

 

إقرأ أيضا : ميكافيلي بين الأمير والفقيه..

 

 


هذا قمح الجنوب، وسنابله الذهبية، ووجوه العمائم الطاهرة المتواضعة، وعفَّتهم المنذورة للطيبين المحرومين، وسبيلهم الذي يتوضأ منه العابرون والمؤمنات، وتغسلُ فيه الأدران والأكفان، الذين لا يبيعون ولا يبتاعون عرق الفلاحين وتعب المحرومين، خمراً وجمراً للصيد، فلا مكان لزوان النمل والدبابير من أصحاب الدنانير وبيع أحجار القبور...

 


سلامٌ لعِمامة راغب حرب، وعمائم الجنوب المخلصة، وكل شريف ونظيف، يا راغب الله وروحه، يا كل تاريخ المجاهدين، يا بسمة جبشيت، وعطر الأرض، وحلم العفة والتقوى والدين، ودموع الطيبين والطيبات والمؤمنين والمؤمنات، سنبقى ويبقون، يقرؤون حروفك الراغبة في الأمانة والاستقامة، والورع والخوف والتقوى، والبذل والعطاء، وسنبقى نستافُ تراب وردِك وورُدك، ونشعلُ ما تبقى من مِسرِجة جبشيت، وزيتونة الجنوب، زيتاً مباركاً، لقناديل وجوهنا، لنبصر أنك وأمثالك، راغب حرب، أشبه المدارس بمدارس الأوفياء والأولياء، الذين امتحن الله قلوبكم، فأثبتوا أنكم ولاة دين، وعفة، وصدق، وطهارة، وأتباع محمد (ص) وسنته، عملاً وسلوكاً، وبذلتم بصدق دماءكم الطاهرة، لتوزِّعوا كل وصاياكم ورسائلكم، وآيات الرحمن الكبرى، فأنتم من مصداق الله في قرآنه: (الذين يُبلّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلاَّ الله وكفى بالله حسيباً...) الشيخ عباس جايك