أن يطلب منك صديق أو قريب 200 ألف فتعطيه 300 ألف...هذا ليس سخاء، هذا خداع بالحقيقة أنت تعلم أنك توزع أوراق كدش بلا قيمة، والشكر الذي تتلقاه مقابلها يفوق قيمتها بأضعاف.
 

حتى الآن لم يأت أحد على ذكر هذا الموضوع، لكن ما لفتني إليه مقال لكاتب روسي، يتوقع فيه تزايد عدد الدول التي ستتخلى عن عملاتها، هو لم يذكر لبنان، لكن ذكر بعض الدول التي فعلت ذلك.


في حال ذهبت الأمور في شهر أيار إلى استعصاء كامل للحلول وتزايدت الضغوط الدولية اقتصاديا على لبنان، سوف يفقد لبنان عملته لا محالة، فبلدنا لم يعد يستوفي شروط بقاء عملته على قيد الحياة، الموجود حاليا ليس اقتصادا، أو بالأحرى اقتصاد أضعف من أن يكون له عملة، بكل حال عملتنا باتت حاليا شبه منتهية، وإذا بلغ سعر صرف الدولار 20 ألف ليرة وما فوق، ستجدون ليراتكم من كل الفئات مرمية في الشوارع ولا أحد يلمها..قد يعترض قائل، هذه فنزويللا أو سوريا هبطت عملتهما، نسارع للقول الاقتصاد اللبناني تفنيصة وليس حقيقة، ومع ذلك سوريا وفنزويللا مرشحتان أو على شفا زوال عملتهما في حال طال أمد العقوبات المفروضة عليهما، لكن لبنان لن يحتمل أكثر من شهر أيار,

 


إشارة مهمة، ألا تلاحظون أن عملتنا انتهت نفسيا؟؟ مثلا تشتري 3 علب دخان ب 21 ألف، فيبقى 9 آلاف مع الدكنجي او الناطور، وإذ تسامحه عفويا بالباقي، مع أنه لا يأبه لمثل هذه الإكرامية الحقيرة..أو مثلا أن يطلب منك صديق أو قريب 200 ألف فتعطيه 300 ألف...هذا ليس سخاء، هذا خداع بالحقيقة أنت تعلم أنك توزع أوراق كدش بلا قيمة، والشكر الذي تتلقاه مقابلها يفوق قيمتها بأضعاف...آسف لمثل هذا الكلام، لكن لا بد من التحذير منه..

 


ملاحظة: في شهر آب من 2019، استنتجت من حادثة وقعت معي ونقلتها لأصدقاء وأقرباء، استنتجت بأن الدولار سيرتفع بطريقة جنونية، قبل الثورة ب 3 أشهر، وكتبت وقتها بوست محذرا من دون توضيح وأعدت نشر هذا البوست في هذا العام أيضا للتذكير..وقلت لصديقين، عن أن عدم إفصاحي بما استنتجته، سببه هو مشاهدتي في المصرف امرأة ستينية من طبقة فقيرة كانت تقبض بكفها على بضع مئات من الألوف، حوالى المليون ليرة، تريد أن تضعها في حساب التوفير...اعتبرت حينها أي كلام يصدر مني يحط من قيمة ليرتنا هو تشليح ليرات هذه المرأة المسكينة..تمنيت وقتها لو أن استنتاجي سيخطىء..لكن ما حدث فيما بعد هو ضياع أموال تلك المراة...الآن اتحدث بكل اريحية عن ليرة تافهة منتهية...ولا أشعر بأي عقدة ذنب.

 

حسين حمية