متى سيفهم عباقرة الممانعة بأن لكل فعل ردة فعل، وأن السياسة العدائية باتجاه الآخر( أي آخر ) ستقابل بمواقف مماثلة، وأن الرعونة والبلطجة والتخريب والتشبيح هي سياسة لا تستجلب على الوطن وعلى أصحابها إلا الويلات، ترى هل هذه المعادلة البديهية تحتاج إلى كثير إعمال عقل؟؟ كلا ، وإنما هي تحتاج فقط إلى القليل القليل من التفكير، ولكن ليس من فوهة البندقية والصاروخ والطائرات المفخخة.
 

أقسم بالله العظيم أنني بمقالي هذا لا أدافع عن السعودية ولا عن النظام السعودي، وأقسم أنني لا علاقة لي بالسعودية ولا أتلقى أي أموال من السعودية، ولست في وارد التودد أو المجاملة للسعودية والنظام السعودي وإنما كل ما أبتغيه وراء مقالي هذا هو محاولة الدفاع عن القليل من الموضوعية واحترام عقول اللبنانيين.

 


 
هذه المقدمة، أجدها لا بد منها قبل الدخول الى ما أتحتفتنا به جريدة الاخبار الممانعة بمقاربتها "الكبتغونية" حول القرار السعودي الاخير الرامي إلى وقف كل المنتجات الزراعية إلى المملكة أو المرور عبر أراضيها "بعد ضبط شحنة الكابتغون المخبئة بفاكهة الرمان والمرسلة من لبنان" مذيلا هذا القرار بتحديد مدة اشترطت السعودية فيها على السلطات اللبنانية بأن "تقدم ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذها الاجراءات اللازمة لإيقاف عمليات التهريب" .

 

 

المضحك المبكي حتى الثمالة، أن جريدة الأخبار "الموقرة"، وبدل أن تشن حملة شعواء لا هوادة فيها على تجار المخدرات والكبتاغون، واعتبار أن هذه التجارة الملعونة فضلا عن أنها تجارة شيطانية، وأن هؤلاء المهربين الملعونين قد أضروا ضررا بالغا بالاقتصاد اللبناني، وبدون أن تتوجه الجريدة "الغراء" إلى السلطة اللبنانية وأجهزتها الأمنية وحثها ومطالبتها بالإسراع الفوري باتخاذ كل الاجراءات المطلوبة سعوديا، من أجل إنقاذ ما تبقى من منافذ اقتصادية في أزمتنا الخانقة من أجل عودة المملكة عن قرارها التي لا شك سوف تصيب المزارع اللبناني بصفعة قاتلة، 

 


بدل كل هذا نراها تكتب هذه الجريدة "الممانعة" مقالا بعنوان "السعودية تحظر استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية : مملكة الحصار الاقتصادي " !! 

 

 

إقرأ أيضا : حزب الله: حاميها حراميها

 

 

يا للوقاحة، حين يستشهد الكاتب "العظيم" ويكشف أن القرار هو ذو طابع سياسي وان المملكة "استغلت" موضوع شحنة "الرمان" الكبتغونية، فيكون دليله هو أنها ليست هي المرة الاولى التي تحصل فيها عملية تهريب مخدرات من لبنان الى السعودية !!، ويذكرنا في نفس مقالته أنه تم كشف شحنة كبتاغون سنة 2019 .

 

 

وبرأي الكاتب "الفهيم" أن المملكة وكما غضت الطرف عن الشحنة الاولى، لزاما عليها أن تغض الطرف أيضا عن هذه الشحنة وعن ما سوف يليها من شحنات !! 


عجيب أمر هذه العقلية الممانعة، وهذا الغرور الاحمق التي يتمتعون به، وهذا الاستخفاف حد البلاهة التي يقاربون فيه الامور! بحيث أن منطقهم السوريالي يفرض على السعودية، التي تهاجم يوميا من الحزب الحاكم في لبنان ومن حلفائه، ولا يخفي هذا الحزب عدائه المطلق للمملكة ويجاهر بدعم الحوثيين بحربه عليها (بغض النظر عن الحقانية أو عدمها)، ويسخّر الحزب الحاكم إعلامه وإعلامييه بشكل شبه يومي للنيل من المملكة ومن حكامها، وبنفس الوقت يفترض أن على المملكة واجب فتح يدها للمساعدة، وفتح أسواقها للبضائع اللبنانية وأكثر من ذلك فلزاما على السعودية أن لا تتخذ أي إجراء أو ردة فعل على كل النشاط العدائي باتجاهها.

 


 
متى سيفهم عباقرة الممانعة بأن لكل فعل ردة فعل، وأن السياسة العدائية باتجاه الآخر( أي آخر ) ستقابل بمواقف مماثلة، وأن الرعونة والبلطجة والتخريب والتشبيح هي سياسة لا تستجلب على الوطن وعلى أصحابها إلا الويلات، ترى هل هذه المعادلة البديهية تحتاج إلى كثير إعمال عقل؟؟ كلا ، وإنما هي تحتاج فقط إلى القليل القليل من التفكير، ولكن ليس من فوهة البندقية والصاروخ والطائرات المفخخة.