ما هو مشترك ما بين العونية السياسية والحريرية السياسية في اللحظة الراهنة خسارتهما الفادحة على المستوى الطائفي وتراجعهما على المستوى الوطني وعدم تمتعهما بأيّ رصيد يذكر في الحسابات العربية والغربية
 

فُتحت باكراً معركة رئاسة الجمهورية التي ينام ويستيقظ جبران على أحلام قصرها في حين أن سعد الحريري يجعل من هذه الأحلام كوابيس قاتلة لرغبة باسيل المجنونة في أن يصبح رئيساً غلى صغر سنه السياسي معتقداً أن من أمضى للعونية السياسية بالرئاسة لقادر على تكرار المضي بالوريث الشرعي الى قصر بعبدا .

 


ثمّة مواجهات متعددة حصلت على خلفية التأليف الحكومي من عقدة الصلاحيات بين الرئاستين الأولى والثالثة الى الطموحات المتصاعدة لدى العونية السياسية بإعادة النظر في الطائف والبحث عن عقد سياسي جديد يعيد للمارونية العونية ما أخذته منها الحريرية السياسية الى الجدل القائم حول تعطيل التشكيل الحكومي ما بين الثلث المعطّل كما تقول الحريرية وعدم المنهجية المتبعة في توزيع الحقائب ومن يسمي الوزراء المسيحيين كما تدّعي العونية وما بين هذه وتلك ماج كل من التيارين المستقبل والحرّ اللذين إدّعيا حرصاً على حكومة مستعجلة تعيد الساعة الفاسدة الى الوراء .

 


ردّ باسيل على زيارة الحريري لبابا روما بزيارة بابا الموارنة ورفع من هناك صليب الحرص على المسيحيين وعدم استسلامة لتحصيل حقوق المسيحيين المسلوبة مستمسكاً بخطى السيّد المسيح في الدفاع عن الفريسيين مهما كانت طريق الجلجلة طويلة .

 

 

إقرأ أيضا: على ذمّة مصدر مؤمرك

 

 


لم تعد تُخفى عملية إثارة العواطف على أحد حتى مجانين بحنّس باتوا يعلمون صيد السياسيين في مياه العصبيات وخاصة من طارئين على العمل السياسي وهم غير مقنعين لطوائفهم ولولا صلات القربى والزلفى لما تمكنوا من الوصول الى رتبة مختار في قراهم لذا لا تستهوي دموع حقوق المسيحيين مسيحياً ذا قلب سليم في ظل تجربة مزرية فاحت منها روائح كريهة أزكمت أنوف مسيحيي المهجر .

 


ما هو مشترك ما بين العونية السياسية والحريرية السياسية في اللحظة الراهنة خسارتهما الفادحة على المستوى الطائفي وتراجعهما على المستوى الوطني وعدم تمتعهما بأيّ رصيد يذكر في الحسابات العربية والغربية وما يميّز المستقبل عن الحرّ تمتع شخص سعد الحريري ببقيّة رصيد يصرفه بزيارات دعائية لا غير في حين أنّ باسيل تمّ الحجر عليه بعد حجز أمواله وليس بإمكانه التنقل أكثر من الضاحية الجنوبية كما أن المشترك مابين الحريري وجبران أنهما ديكان داخل قفصيّ التيارين ولا وجود  معهما إلا للدجاج وأنهما ديكان بلا عُرفين في المزرعة اللبنانية وقد تشابهت عليهما الدجاج الأمر الذي أخرجهما من حيّز السلطة الفعلية فديك المستقبل خسر كتلة على مستوى الطوائف ولم يحافظ على كتلة الطائفة السنية وكذلك حال ديك الحرّ الذي خسر نفس الخسارة وثمّة مشتركات أخرى بين الضدين المستقبل والحرّ لا مجال لذكرها .

 


من الواضح أن جبران باسيل مكمل في معركته كما صرّح وأن سعد الحريري مقتنع هذه المرّة بعدم الرضوخ وعدم الرجوع الى سياسات التنازل التي أتقن قنّها فخسركل شيء ولم يربح شيئًا إلاً أن الرهان على بقائه صامداً رهان خاسر على ضوء التجربة كما أنّ الرهان على صليب باسيل الذي رفعه صوناً لحقوق المسيحيين رهان خاسر أيضاً لأنّه شعار فارغ من أيّ قيمة لأن الحقوق مصانة بموجب إتفاق الطائف الذي وزع على الطوائف الكبيرة الحقوق بالتساوي مع هامش خاص للمسيحيين وهو أيضاً بلا جدوى اذا ما كانت الليالي في فيّنا مؤنسة لإيران والولايات المتحدة الأميركية .