يقولون: اهتزت لحية إمام آق شهر وسبابته على منبر المسجد في صلاة الجمعة، وهو يشير إلى "الملا" ويصمه بأنه مارق وزنديق وخارج على الجماعة!.

 

فوقف حينئذ "الملا" وقال: لولا أنَّ نبيَّكم مرق وخرج لبقيتم جماعة حتى الآن!.

 

قرأته، كمن قرأ كتاب المعرفة باكراً.. 

 

عرفته، من "التداوي بالفلسفة" ومن "قلق في العقيدة".. ولكن مع غياب العقل من يضمن لنا سلامة القلب. 

 

لذا، لم أدخل في المجال الوظيفي والقانوني، لأن لهذا الحقل مجاله وطرقه ومواده..

 

 ولكن.. في شخصية "سعيد ناشيد" وما له من باع كبير في مجال الفكر والنقد والفلسفة، وخصوصاً في نقد الفكر الإسلامي أو ما يسمى بالصحوة الإسلامية الملتحية بلحية الجاهلية الأولى، لأن تاريخنا تاريخ، تاريخ قلَّ فيه الضوء، وكثُرت فيه المظلمات والظلمات، وتحكَّمت فيه سيوف الأعراب وطموحات الوافدين إلى الإسلام لقهره والإستحكام به من الداخل، للسيطرة والهيمنة وتكريس العصبية بدين الإستبداد وفتاوى الفقهاء وأحكام السياسيين، والتي تغرز لنا عناوين طوباوية من عدالة وتنمية، وحرية، وشورى.. وإلاَّ أتريد الموت جوعاً، أم صلباً وصبراً بحدَّ السيف، سيف عير القوافل القرشية. 

 

سعيد ناشيد، مرقت وخرجت، دعهم جماعة وجماعات، لأنَّ الله أمرنا باتباع رُسُل الرُسُل، ممن أكرمنا الله بهم، وجعلهم أوصياء على الأنفس والعقول، وعلى الناس الذين يعكفون على عبادة في تجارة دينية وسياسية تنجيهم من عذاب أليم. 

 

أهذه المغرب؟؟..

 

 أهذي هي عامورة الحياة؟؟.... فلا عجب!. 

 

لأنَّ الشرق مهبط الأديان والعلم والفكر، ولأن الإسلام السياسي، يُمزّق الوحدة الهشَّة، ويفتح الأبواب والنوافذ، للجيوش المتفرغين والمستعدين لأي وسيلة قمع وظلم وقطع لأرزاق العباد، وهدم فكرٍ وفكرة مضادة مع طبائع مخيِّلتهم ومع أشكال مصالحهم الضيقة.. بل ويفتي بكفر لكل من يناوئهم في العلم والفلسفة، أو يختلف معهم في رأي، معتمدين في ذلك إلى نصوص تُكثر فيها الاجتهادات التي تخالف مبناهم الفقهي في كثير من الآراء والقضايا..

 

هكذا هو التاريخ، لقد اضهد الكثير من المفكرين والفلاسفة والعلماء والمثقفين، وحالهم، حال الكثير من الأدباء والعظماء في الأمم الأخرى المظلمة والأزمنة المختلفة..

 

أراني متضامناً معه، ويستحق هذا المفكر والفقيه وقفة تضامن، لمعرفة ما جرى لمنعه من وظيفته، لمكانته المرموقة، كمفكرٍ إسلامي، وديني، وفلسفي، ومن إيمانه الإنساني، ورؤيته لبناء حياة كريمة وعزيزة، والدعوة إلى الحوار والتلاقي من أجل ترسيخ الوحدة، والعيش تحت سقف الدولة والقانون...

 

سعيد ناشيد، الذي يتخطَّى المنصب والجاه والمال والسلطة، مع كونه مفكراً وعالماً وفقيهاً وأديباً، فإنه يملك عقلاً وروحاً وتفكيراً غير مطبوع على غرار الكثيرين ممن استهوتهم المطامع والمناصب وكبَّلوا عقولهم وأقلامهم وألسنتهم تحت خدمة عباءة الحاكم والخليفة..