على ذمّة مصدر متابع لسياسات أميركا الخارجية وفيما خص لبنان يفيد المصدر بأن الدبلوماسية الأميركية تجنح بعيداً عن الأزمة اللبنانية أوهي غير مكترثة لما يتخبط به اللبنانيون سياسياً واقتصادياً اذ لا مصلحة لها في التدخل لصنع حكومة مقبولة من قبلها وملبية للشروط الداخلية انسجاماً مع حاجات الداخل ومعايير الخارج كي تستوي الأمور وتتشكل حكومة قادرة على النهوض بدلاً من النكوص القائم في سلطة غير قادرة على تدبُر شؤون البلاد والعباد .

 


وعدم اكتراث الولايات المتحدة ناتج عن نتائج دورها الفاعل والمؤثر في كشف كميات الفساد القائمة والنائمة تحت فرش عديدة من الحكومات المتعاقبة وعلى ما سنته واتخذته من عقوبات مباشرة وغيرمباشرة على اللبنانيين بغية الضغظ على حزب الله الذي تماشى مع سياسات العقوبات بطريق آخر من خلال حماية مواقع السلطة ولجم ساحات الإعتراض وختم الثورة بختم العمالة للأجنبي ونجح أيضاً في حصر المبادرة الفرنسية في دائرة النزاع الساخن ما بين الرئيس والرئيس المكلف الأمر الذي كرّس عطلاً شبيهاً بأعطال الكهرباء اذ أصبح من المستحيل إضاءة لمبة الحكومة حتى من باخرة فرنسية راسية على رصيف الإنتظار .

 


إن بُعد العربة الأميركية عن لبنان عُلل دبلوماسياً لعدم حاجة أميركا للبنان ولتركه ميتاً دون دفن حتى تحين اللحظة المناسبة لإنتشال من تبقى حيّاً وهدفهم في ذلك تخبط اللبنانيين جميعاً وترك الجهة الممسكة بسياسة لبنان عرضة لأزمات قاتلة وفاتكة بالبنية اللبنانية كي يدخل لبنان في آتون الفوضى الإجتماعية ويتحوّل تدريجياً الى ساحة خالية من الأمن الأجتماعي بعد تدهور أمنه الغذائي وما محاولات بحثه عن طوق نجاة بواسطة أعمال الجريمة إلاّ خارطة طريق لكسر سلطة السلطة في لبنان وخلق توازن رعب داخلي مقابل القوّة المتحكمة بمواقع السلطة .

 

 

إقرأ أيضا: نعاه العلم وبكاه الشعر

 

 


حتى الآن ثمّة سيطرة ما على الأوضاع المتدهورة وهذه السيطرة ليست نتيجة فرملة السلطة لها لأن جشاعة السوق هي المسيطرة على السياسة الإقتصادية وغياب أعين المراقبة يغطي فلتان الأسعار ويبقي على تحكّم طائفة التجّار بلقمة العيش . بقدر ما هي تدبُر الطوائف لحاجات أتباعها من خلال دعم ممنهج عندى بعض الطوائف وفوضوي عند طوائف أخرى وثمّة حالات من التعاون المؤقت ما بين القادرين وغير القادرين وما بين الميسورين وغير الميسورين إضافة الى حولات الخارج والتي تغطي سكوت الناس وتلبي احتياجاتهم وتبقيهم أكثر انشغالاً بالسلع والبضائع والوقوف انتظار في طوابير منظمة على ماكنات محطات البنزين في مشهد وظيفي يومي لا مجال فيه لأحد على الإعتراض .

 


ينهي هذا المصدر المؤمرك قوله بأن لبنان سيشهد مزيداً من الضغوط الأميركية عليه وقد تتخذ الضغوطات أشكال أخرى غير مألوفة وهذا متروك للحظة قدوم أميركا لحلّ الأزمة السورية بعد الإنتهاء من وضع العراق وتقطيعه مابين العرب وإيران على أن يترك خام النفط لأميركا وهذا ما سيستغرق أكثر من سنتين سوداويين على اللبنانيين كي يأتي أمر البت في الأزمة اللبنانية .

 


على ذمّة المصدر نأمل أن يكون بلا ذمّة لأننا نؤمن بطبيعة السياسة الخارجية الأميركية التي تطعن دوماً بمن يصدقها .