يبقى السؤال هنا، إذا كان كل ما ذكر أعلاه من اعتداءات واغتيالات وقتل وتدمير وصولا إلى نطنز وتفجيره وما أدراك ما نطنز، لا يعتبر بنظر القيادة الايرانية مصداقا للحماقة الاسرائيلية المنتظرة،، فإننا نطالب القيادة الايرانية وقيادة الحرس الثوري ومعه كل المحور الممانعة الجبار، أن يخبرنا سلفا كيف وما هية الحماقة التي ينتظرها من العدو حتى ينفذ ما وعدنا به، حتى لا نقع في كل مرة بسوء التقدير، والبناء بعد كل صفعة يتلقاها هذا النظام أنها آخر الحماقات، وإلا فإننا مضطرون لاعتبار أن الحماقة الحقيقية ما هي إلا أكذوبة الإدعاء حول انتظار الحماقة .
 

شنف المسؤولون الايرانيون آذان العالم، وهم يكررون العبارة الممجوجة بأن إذا ارتكبت اسرائيل أي حماقة، فإن الويل والثبور وعظائم الامور سوف تراها، وأن ارتكاب اي حماقة يعني تسوية تل أبيب والمدن الاسرائيلية بالارض هو المصير الحتمي بغض النظر عن عدد الدقائق التي تحتاجها عملية التسوية هذه وهل هي 7،5 أو برواية أخرى حوالي 3 دقائق.

 

 

في 3 كانون الثاني 2020 تم اغتيال قائد فيلق القدس، بواسطة الطائرات الاميركية وبشكل علني ومن دون خجل أو وجل، قلنا حينها أنه من غير الممكن أن يمر هذا الفعل إلا بوصفه الحماقة المنتظرة! بالخصوص أن ما تبعها من تهديدات ووعود "صادقة" بالرد المبين المتساوي مع حجم الجريمة وحجم المستهدف وان ليس أقله كما قيل يومها من طرد الاميركيين من غرب آسيا وما حكي عن عمودي وافقي وما الى ذلك، ليتبين بعد حين أن اغتيال سليماني ليس هو الحماقة إياها.

 


 
بعد أشهر قليلة في 27 تشرين الثاني من نفس العام تم اغتيال العالم محسن فخري زاده (أبو القنبلة النووية) في قلب إيران، وعلى مقربة من العاصمة طهران، وتوجه الاتهام الى اسرائيل، التي لم تخف إقدامها على الجريمة في وسائل إعلامها، فقلنا أن هذه هي الحماقة المنتظرة وأن الوعود "الصادقة" بالرد المزلزل قادمة لا محالة.

 

إقرأ أيضا : بطاقة السجّان

 

 

 راحت الايام وأتت الايام ليتبين أن هذا الاغتيال أيضا ليس هو الحماقة المنتظرة 


فإذا كان اغتيال سليماني وبعده فخري زاده، ليس هو فعل حماقة كما تبين من ردود الفعل الايرانية، فلا المدن الاسرائيلية سويت بالارض ولا تل أبيب رميت بوردة!! فهذا يعني  من المؤكد أن استهداف السفن الايرانية (12 سفينة) وآخرها سفينة "ساويز" التي يستخدمها الحرس الثوري للتجسس والمراقبة الالكترونية، بالتأكيد لن توصف هي الأخرى بالحماقة، حالها حال الاستهدافات شبه اليومية التي تحصل للمواقع والمخازن الايرانية في سوريا والتي تحولت هذه الاستهدافات إلى خبر عادي جدا بالكاد تتناقله وسائل الاعلام.

 

 

بالأمس، وصل موس التجرؤ الاسرائيلي، الى درة تاج المفخرة الايرانية، وقمة التقدم الايراني الذي في سبيله ومن أجله تخوض ايران أعظم واكبر مواجهة مع الاستكبار الاميركي والغربي والعالم، ومن أجله يجوع الشعب الايراني وتهوي 70 % منه إلى تحت خط الفقر، ودونه تبذل الثروات والدماء،، إنه منشأة نطنز النووية الذي باتت تشكل الرافعة الاكبر لقوة النظام والورقة التفاوضية الاساسية التي يعتمد عليها النظام الايراني للتوصل إلى اتفاق جديد مع الاميركي لرفع العقوبات الخانقة، هذا ولم تتورع وسائل الاعلام الصهيونية بتبني الهجوم وصرحت بأن الموساد هو الذي يقف خلفها مكذبا الرواية الاولى الايرانية التي حاولت على الطريقة السورية اعتبار التفجير انه مجرد عطل كهربائي او حتى هجوم الكتروني، بل أعلنت أنه هجوم مدبر وبعبوات متفجرة، وهذا الاعلان بحد ذاته هو تحدي إضافي لعله أكبر من التفجير عينه.

 


 
يبقى السؤال هنا، إذا كان كل ما ذكر أعلاه من اعتداءات واغتيالات وقتل وتدمير وصولا إلى نطنز وتفجيره وما أدراك ما نطنز، لا يعتبر بنظر القيادة الايرانية مصداقا للحماقة الاسرائيلية المنتظرة،، فإننا نطالب القيادة الايرانية وقيادة الحرس الثوري ومعه كل المحور الممانعة الجبار، أن يخبرنا سلفا كيف وما هية الحماقة التي ينتظرها من العدو حتى ينفذ ما وعدنا به، حتى لا نقع في كل مرة بسوء التقدير، والبناء بعد كل صفعة يتلقاها هذا النظام أنها آخر الحماقات، وإلا فإننا مضطرون لاعتبار أن الحماقة الحقيقية ما هي إلا أكذوبة الإدعاء حول انتظار الحماقة  .