أولاً: حديث الفخّ...


حدّث يحي بن عبدالعزيز عن رجلٍ من ولد أبي بكر الصديق، عن وهب بن منبه قال: نصب رجلٌ من بني إسرائيل فخّاً، فجاءت عصفورة فوقعت عليه وقالت: مالي أراك مُنحنياً؟ قال: لكثرة صَلاتي انحنيت، قالت: فما لي أراك باديةً عظامُك؟ قال: لكثرة صيامي بدت عظامي، قالت: فما لي أرى هذا الصوف عليك؟ قال: لزهادتي في الدنيا لبستُ الصوف، قالت: فما هذه العصا عندك؟ قال: اتوكّأُ عليها، وأقضي بها حوائجي، قالت: فما هذه الحبّةُ في يديك؟ قال: قربانٌ إن مرّ بي مسكينٌ ناولتُهُ إياها، قالت: فإنّي مسكينة، قال: فخُذيها، فقبضت على الحبّة، فإذا الفخُّ في عنقها، فجعلت تقول: "قعي..قعي"، فقال أحد المفسرين: تفسيره، لا غرّني ناسكُ مُراءٍ بعدك أبداً.

 

إقرأ أيضًا:  سيف العقوبات الخارجية على الطبقة السياسية الفاسدة وكلاب إبنة هولاكو.

 


الرئيس سعد الحريري والفخّ المنصوب...


قبل أكثر من أربع سنوات، كانت سدّة الرئاسة الأولى شاغرة لمدّة قاربت الثلاثين شهراً، فقام التيار الوطني الحر مع حزب الله بنصب "فخٍّ رئاسي" سرعان ما وقع فيه قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، ولم يتمكن من الإفلات منه إلاّ بعد مصاعب عِدّة، وندوبٍ مؤلمة، أمّا الرئيس سعد الحريري فكان مُصابُهُ أفدح وأعظم بعد وقوعه في شراك الفخ المنصوب، إذ وجد نفسه شريكاً كاملاً لعهد الرئيس عون الذي دخل عامه الخامس، بكُلّ ما نتج عنه من إخفاقاتٍ ومآسٍ وانهياراتٍ شملت كافة الصُّعُد، من مالية واقتصادية واجتماعية وسياسية، وتتجلّى هذه الأيام بأزمة تأليف الحكومة الجديدة بين الشريكين الرئيسين عون والحريري، إذ يختلفان على شكل الحكومة وتركيبتها، ونسبة المحاصصة والنفوذ فيها، وإذ يدأب الرئيس الحريري منذ مدة طويلة على تقطيع الوقت الثمين بالأسفار( على قول ذاك البدوي الذي توعّد شهر رمضان بقوله: لأُقطّعنّهُ بالأسفار)، في حين ما زال الرئيس عون يأمل بوقوع الرئيس سعد الحريري مرّةً أخرى في الفخ الذي ما زال منصوباً، ذلك أنّ نُسّاك المُراء المحيطين بالرئيس عون( وفي مقدمهم الوزير السابق جبران باسيل) ما زالوا جادّين في إعادته إلى الشّرَك الذي يحاول الإفلات منه، ولله الأمر من قبل ومن بعد.