وثمّة لحاظ أميركي لحاجة وبقاء الدور الإيراني في العراق لذا تكشف هذه المصادر على حرص أميركا على إيران في العراق من خلال الإعتماد على نفوذها الأمني في العراق لتعزيز الإستقرار وحماية المصالح وضمانة استمرار النظام وفق الشروط الأميركية المذكورة وهذه أولى سياسات الإدارة الأميركية الجديدة تجاه المنطقة والتي ستبدأ من العراق باعتباره الكنز الثمين للشيطان الأكبر لتصل الى كل من سورية ولبنان .
 

ليس صدفة تواصل السطة العراقية مع دول الخليج وخاصة مع المملكة العربية لدفع العلاقات العربية مع العراق الى الأمام بعد سنيين عجاف جعلت العراق متعطشاً لعودة المياه العربية اليها بعد أن سبب صدام حسين أثناء إحتلاله العراق سبباً مباشراً لسدّ باب العلاقة العربية معه كما أنّ إحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة و التأسيس لعراق طائفي تتوزع فيه الحصص السياسية على المكونات العراقية و تضع السلطة بيد المكون الشيعي سدّ أيضاً باب علاقات العربية – العراقية وهذا ما فتح على العراق وأهله حروباً داعشية أهلكت الحرث والنسل .

 

 

تؤكد مصادر مطلعة على سيناريو أميركي ليس خاصاً بالعراق بقدر ما أن مفتاحه العراق لطبيعة المصلحة المباشرة لأميركا في أرض العراق وهو ما سيشمل فيما بعد سورية ولبنان وقد يستثني اليمن لعدم اهتمام أميركا ببلد يجذب الصراع الإيراني – السعودي الى مستويات عالية ويبقيه حيّاً ليستنزف قدرات الدولتين بإستمرار ويدفع بدول الخليج الى التمسك أكثر بالحامي الأميركي كضامن وحيد لأمن المملكة .

 

 

إقرأ أيضا : تجّار الجنوب متل نوّابو

 

 

فيما يخص العراق تحديداً تشير هذه المصادر الى أن أميركا جادة في تخليص العراق من أزماته السياسية والإقتصادية عبر فتح مسودة علاقات جديدة مع العراق من قبل الدول العربية وتحديداً الدول الخليجية التي ستبذل مالاً وفيراً لتغذية التنمية العراقية عبر دعم المحافظات الشيعية قبل السنية وبإشراف مباشر منها كونها لا تثق بشبكات الفساد المستشرية في القطاع العام وهذا ما سيغير من نظرة الطائفة الشيعية التي تنظر نظرة الريبة للمملكة العربية ولأخواتها أو أن العمل الخليجي المشترك في العراق سيحيد الطائفة الشيعية عن مشاركتها إيران في كنّ العداء لدول الخليج وهذا ما تبصره أميركا في هذه المرحلة من خلال توفير دعم غير محدود للعراق من قبل دول الخليج لإحياء موته التنموي والإقتصادي ومن ثم قيام العراق بمهام متقدمة في داخل البنية العربية وداخل التشكيلات العربية كي يتم "عربنة العراق" بعد أن تمت "فرسنته" وهذا ما يدشن لمرحلة جديدة من عودة متعافية للعراق للحضن العربي من بوابة انتشاله من أزماته المتعددة وهذا ما يطرح إشكالية العلاقات العربية – الإيرانية على ضوء تصالح العراق مع محيطه ومع أمته العربية خاصة وأن لإيران اليد الطولى في بلد لن تتركه أو تتخلى عنه تحت أي ضغط داخلي كان أو خارجي .

 

 

تذكر هذه المصادر بأن إيران وغداة التفاهم مع أميركا على ملفها النووي لن تعود باستطاعتها الوقوف أمام التدابير الأميركية بل ستتعاطى بكل إيجابية مع ضرورات المصالح الأميركية وخاصة في العراق الذي يمثل لواشنطن ثروة جيدة ونظيفة وموقع استراتيجي متصل مباشرة بالأمن القومي الأميركي وثمّة لحاظ أميركي لحاجة وبقاء الدور الإيراني في العراق لذا تكشف هذه المصادر على حرص أميركا على إيران في العراق من خلال الإعتماد على نفوذها الأمني في العراق لتعزيز الإستقرار وحماية المصالح وضمانة استمرار النظام وفق الشروط الأميركية المذكورة وهذه أولى سياسات الإدارة الأميركية الجديدة تجاه المنطقة والتي ستبدأ من العراق باعتباره الكنز الثمين للشيطان الأكبر لتصل الى كل من سورية ولبنان .