نقول الحقائق لا الاستنتاجات المبنية على حقد أو موقف مسبق.
 

 في تقليد نادر، يُفصح عن تبجيل وإجلال وتقدير للعراق، استقبلت الرياض رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورفاقه، بإطلاقات الترحيب، والاستعراض الجوي، الذي رسمت فيه الطائرات السعودية، العلم العراقي، فيما أوْقع أداء العمرة من قبل الكاظمي ومعاونيه، الأثر الجميل، والأمل في النفوس، لزعامات عراقية قادرة على استرجاع العراق، من الاختطاف، وان ينال ثقة العالم بقياداته، انطلاقا من ارثه الديني والثقافي المتنوع والثري، لا بعيدا عنه.

 

كانت الاحداق، تستقرّ على لقطات ثريّة للكاظمي وأعضاء الوفد، وهم يطوفون البيت الحرام، وقد زخرت قلوبهم في الدعاء للعراقيين، في القِيام الجديد، من النكسات، والملمّات.

وحصدت اللقطة الاثيرة التي تُظهر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ومدير مكتبه رائد جوحي، اكتراثا استثنائيا من قبل المتابعين، في دلالات من الحضور الرسمي في الكعبة الشريفة، الذي هو حضور للعراق بمعنى الكلمة، المتجسّد في طواف مسؤولين يقودون البلاد في مرحلة استثنائية، كثرت فيه الطعنات، وتزاحمت فيها حملات التشكيك، لإسقاط تجربة أول حكومة عراقية مستقلة عن الأحزاب، منذ 2003.

 

مهما أبى البعض  وكابرَ إرضاءً لأخيلته، فانّ من غير الممكن تجريد لقطة العمرة العراقية من مدلولها السياسي، التي تبرهن على ان الذين يقودون البلاد، أناس مؤمنون، لكنهم لا يتّخذون من الدين تجارة، على عكس النفعيين، الذين سقطت أوراقهم، وبعثرتها رياح الشباب العراقي المنتفض.

 

الدولة العراقية في العمرة، رسالة سلام لإبعاد المنطقة والعراق من أسباب الحروب والقتل والظلم، وانقاذ السلام، الذي يُداس اليوم في العراق والمنطقة تحت ذرائع مختلفة، في مقدمتها المذهبيات وتجارة الدين.

 

دعوكم من الشعارات البراقة، والأكاذيب، وتخاريف المؤامرات، التي ملّها العراقيون، وقِفوا على مسار واحد يقوده الكاظمي ورفاقه، في سياسة واقعية، وعملية، تسمّي الأشياء بمسمّياتها، بعيدا عن الادّعاءات، والعنتريات، والتديّن السياسي، ذلك انّ السعي بين الصفا والمروة، يحتاج الى قلب نظيف الطوية، ونية صادقة، تنسّق الأوضاع بعقلية المهندس المؤمن بالله، قبل الايمان بالأحزاب، والمصالح، والمحاور.

 

 

من بغداد 
عدنان أبو زيد القاضي