مرّت في السادس عشر من شهر أيلول عام ١٩٨٢ الذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية(جمول)، ضدّ الإحتلال الإسرائيلي للُبنان في حزيران عام ١٩٨٢، وفي هذه الذكرى احتفلت بعض ما تبقّى من فصائل الحركة الوطنية اللبنانية (الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي) بهذا الحدث المجيد الذي أجبر  الاحتلال الإسرائيلي على تسريع انسحابه من العاصمة بيروت، مدحوراً مذلولاً وهو يُناشد (بالصوت والصورة) عناصر المقاومة الوطنية اللبنانية عدم إطلاق النار على جنوده وهو ينسحب من العاصمة بيروت باتجاه الجنوب، وتوقّف عددٌ قليلٌ من " "المُحلّلين الإستراتيجيّين" عند الأسباب الحقيقية التي دفعت بجبهة المقاومة اللبنانية نحو التّهميش والتّلاشي، حين استبدلها "الوصيُّ السوري" بالحرس الثوري الإيراني، قبل أن يُنصّب حزباً وليداً (حزب الله) مُتعهّداً وحيداً للمقاومة "الإسلامية" في جنوب لبنان، بعد إزاحة حركة أمل جانباً، وإجبار جمول على الإنكفاء وإنهاء دورها.

 

إقرأ أيضا : النائب مخزومي لوزير الصحة..يبرون عظمي وهمّي جبرُ عظمهِم.

 

 


ما كشفت عنه بالأمس الإعلاميّة ديما صادق في برنامجها "حكي صادق" على قناة mtv جاء بأهمية خاصةٍ وفائقة بعد 38 عاماً على قيام جمول على يد الشهيد جورج حاوي والراحل محسن إبراهيم وبعض القيادات السياسية الوطنية، فقد أبرزت "صادق" أنّ جمول كانت السّباقة والوحيدة التي رفعت السلاح في وجه العدو الإسرائيلي، وهذا هو المسكوت عنه هذه الأيام والمطمور، لا بل إنّ التّعمية على ذلك كانت وما زالت مُستمرّة منذ أن شكر السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، في الثامن من آذار عام ٢٠٠٥ سوريا حافظ الأسد على تحريرها بيروت بعد تدميرها على يد وزير الحرب الإسرائيلي ارييل شارون، ومنذ أن ذهب شهداء جمول إلى غياهب النسيان والنكران، وفي طليعتهم الشهيد جورج حاوي، في وقتٍ تعمُدُ المقاومة "الإسلامية" في لبنان هذه الأيام بتمجيد وتخليد قادةً إيرانيين وعراقيّين، أو سوريّين وعلى رأسهم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ووريثُهُ الرئيس السوري بشار الأسد.

 

شكراً ديما صادق:

ما كانت الحسناءُ ترفع "صوتها"

لو أنّ في هذي الجموع رجالا.