يبدو أن السياسي غير متضرر وغير شاعر بالأزمة الإقتصادية لذا يقف متفرجاً على الجماعة المتاجرة ولو كان متضايقاً لما سكت وخرج شاهراً سيفه عملاً بقول أمير المؤمنيين عليه السلام ولكن من بطنه عامرة وبيده السيف سيحول بين الناس الجياع وبين التجّار بحماية الفئة الثانية كون التجّار الوجه الآخر للسياسة .
 

اختفى نوّاب الجنوب منذ أزمة كورونا وما بعد الأزمة السياسية والإقتصادية وما تلا ذلك من ارتفاع مجنون لسعر صرف الدولار ومن غلاء فاحش أرهق ذوي الدخل المحدود ومن يقبضون بالعملة الوطنية على خلاف الأحزاب السياسية التي تتعامل بالعملة الصعبة .

 


ما عاد الجنوب في خطر ولا عادت الحرب المتعددة الحراب قادمة على الجنوب وما عادت كل الشعارات التي يرفعها النواب المرشحون والفائزون موجودة هذه الأيام ولا آثر لها . يبدو أن كل شيء بخير ولا خوف على الجنوب وأهله لذا أحجمت الكتلة النيابية عن الجنوب وما عادت الضرورة تفرض على نوابها  التواصل مع ناخبيهم اذ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

 


بارك الله بهم وأمدهم بنعم لا تحصى ولا يحصوها الجنوبيون المتيمون  بأفلاذ أكبادهم من مشرعة فاقوا وصف الخيال ولا إمكانية للإشارة على أحد منهم فهم نيام في كهوفهم لشدّة إطمئنانهم على أهل الجنوب .

 

 

إقرأ أيضا : جُبُن سعد ووهن بري وقوّة باسيل

 

 


ليسوا وحدهم يحرسون الجنوب بالغالي والرخيص بل ثمّة تجار بررة أيضاً من أصحاب المحطات الى أصحاب التعاونيات الى كل من يمسك بحاجة الجنوبي اليومية من سلعة أو خدمة. فهاهم أصحاب المحطات يتحكمون بمادتي البنزين والمازوت فاكثرهم قد أغلق خراطيم ماكنات التعبئة والبعض منهم يعطي ما يقارب العشرين الف ليرة لكل سيارة مما يحدث عجقة لها أوّل ما لها آخر وهذا ما اعادنا الى الوراء سنيناً يوم كنا نقف على أبواب الأفران والمحطات وكأن كلفة النضال غير كافية كي ننعم بالحد الأدنى من العيش الكريم.

 


مثل التعاونيات كمثل محطات الوقود فحدّث ولا حرج في الأسعار التي ترتفع بطريقة هسترية ويساعد أصحاب التعاونيات في غلائهم الفاحش إقبال الناس الميسورين من العمل السياسي  بطريقة هستيرية أيضاً على شراء البضائع وتخزينها وهذا ما يشجع أصحاب التعاونيات على الرفع المستمر للسلع ما دام الطلب سيّد السوق وهذا ما ينطبق أيضاً على محلات الفاكهة والخضار تصوروا أن الفاكهة بتعاونيات الجنوب أغلا من الحلي والأساور وهذا ما يطال كل سمسار ولص سواء كان صغيراً أو كبيراً في دكان أو في مول لا فرق ما دام الهدف واحد لا سقف لثمن السلعة وما حجة الدولار إلاّ ذريعة مشبوهة لتجّار مشبوهين يسيؤون لأشرف الناس دون حسيب أو رقيب من ضمير أو سياسي يحتدّ عند كل اعتراض على الجوع ولا ينبس ببنة شفة بوجه الجشعين من التجّار الذين يحتمون بشعارات طائفية تغذي جيوبهم .

 


يبدو أن السياسي غير متضرر وغير شاعر بالأزمة الإقتصادية لذا يقف متفرجاً على الجماعة المتاجرة ولو كان متضايقاً لما سكت وخرج شاهراً سيفه عملاً بقول أمير المؤمنيين عليه السلام ولكن من بطنه عامرة وبيده السيف سيحول بين الناس الجياع وبين التجّار بحماية الفئة الثانية كون التجّار الوجه الآخر للسياسة .