ما نحتاجه ليس هو تعديلا دستوريا ولا الملامة هي على المشرع، ما نحتاجه حقيقة هو التخلص سريعا من هذا الرئيس الذي لم يخطر على بال المشرع ان يبتلي لبنان بمثله .
 

صحيح انها ليست المرة الاولى التي تتأخر فيها تشكيل الحكومات في لبنان، فقد شهدنا فترات طويلة امتدت لاشهر في فترات سابقة وكان أطولها حكومة تمام سلام التي وصلت الى حدود العام الكامل، وهذه المشكلة ليست محصورة في لبنان، بل شهدنا مثيلاتها في الكثير من الدول المتقدمة، بلجيكا مثلا، او اسرائيل وغيرها من البلدان الديمقراطية 

 


إلا أن التأخير في الاوضاع الطبيعية والحياتية لعلها تكون واحدة من افرازات الحياة الديمقراطية، او مشكلة تستطيع النظم تخطيها من داخلها بكل سلاسة، مرة عبر تحالفات مستجدة او الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة من دون ان تكون لها انعاسات سلبية على حياة المواطنين.

 


 
هذه الحالة الشاذة بعدم الاسراع في تشكيل حكومة، لا يمكن مقارنتها فيما نحن عليه اليوم، ففي اوضاع كالتي نعيشها من الانهيار الاقتصادي  والمالي والتحلل الذي يصيب الدولة ومؤسساتها والمجتمع، وتوسع دائرة الفقر والعوز وازدياد هجرة الطاقات التي طالت حتى الضباط والقضاة والاطباء مما ينبىء بكارثة حقيقية.

 


 
في مثل هذه الاوضاع، فإن التأخير بتشيكل حكومة ( بغض النظر عن محتواها ) فلا يمكن توصيفها ووضعها الا في خانة الجريمة والخيانة العظمى.

 


 
فالمشرع اللبناني، بحسب التداولات التي دارت في الطائف لم يغفل ضرورة تحديد مهل للتكليف، ولا خط مهل تجبر رئيس الجمهورية على امضاء التشكيلة المقدمة، كون الثقة من المجلس النيابي هي المعيار في خلق الحكومة او اسقاطها  


انما مشكلة المشرع وخطيئته، هو ان عقله التشريعي لم يكن ليتصور ان يصل يوما ما الى رئاسة الجمهورية شخصية لا تملك الحد الادنى من الحس الانساني والاخلاقي والقدر البسيط من تحمل المسؤولية كالرئيس الحالي.

 

 

إقرأ أيضا : بري ينقذ حزب الله من نفسه

 


 
لم يكن المشرع ليتصور ان يصل الى بعبدا شخصية مستعدة لتدمير لبنان ونسفه عن خارطة الوجود فقط من اجل اشباع غريزة التسلط والهيمنة وتحقيق أوهام وخيالات ليس لها وجود الا في رأسه. 


كل يوم تأخير عن تشكيل الحكومة الآن، هو كألف يوم مما تعدون على المواطن اللبناني الغارق حتى اذنيه بمصائبه، وهذا ما لا يتحسسه ميشال عون وفريقه، ولا يرف له جفن على ما ترتكبه يداه من جريمة كبرى بحق الوطن.

 

يكتفي هذا الرئيس بجمع المجلس الاعلى للدفاع ليصدر توصيات سخيفة من هنا او يمدد لحالة الطوارىء من هناك، فقط وفقط ليشبع هذا الرئيس شبق ترؤسه للاجتماعات، يستدعي سفراء الدول، فقط وفقط حتى يوحي لنفسه انه بموقع القرار وان يُزار .

 


دول العالم وسفرائها، تكاد تبكي عند كل اطلالة لاحدهم لما يعانيه اللبنانيون، فيما رئيس الجمهورية غارق في وحول اوهامه واكاذيبه وخيالاته المرضية، غير ابه ولا هم عنده الا اختراع فنعات اعلامية سخيفة كتبرعه من موازنته الخاصة البالغة 100 مليار في زمن القحط والجوع، فيما يصرف ملايين الليرات على صيانة القصر وازهاره وبروتوكلاته الخاوية والناس تأن من الجوع.

 


 
ما نحتاجه ليس هو تعديلا دستوريا ولا الملامة هي على المشرع، ما نحتاجه حقيقة هو التخلص سريعا من هذا الرئيس الذي لم يخطر على بال المشرع ان يبتلي لبنان بمثله .